تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

وجه رئيس الوزراء الإسباني، بيدرو سانشيز، انتقادات حادة للاتحاد الأوروبي حول الصراع في غزة، واصفًا رد فعل الدول الأوروبية بأنه "فاشل" ويعرض مصداقية الاتحاد للخطر على الساحة الدولية. 

وجاءت تصريحات سانشيز خلال مقابلة مع صحيفة الغارديان قبيل لقائه مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في لندن، حيث أشار إلى أن الأزمة تمثل "إحدى أكثر حلقات العلاقات الدولية في القرن الحادي والعشرين قتامة".

فشل الاتحاد الأوروبي في معالجة الأزمة

أوضح سانشيز أن الانقسام داخل دول الاتحاد الأوروبي بشأن كيفية التعامل مع إسرائيل وعدم اتخاذ موقف موحد أمر غير مقبول، مؤكدًا أن استمرار هذا الانقسام سيضر بقدرة أوروبا على معالجة أزمات مستقبلية مثل الحرب في أوكرانيا.

 وقال سانشيز: "هذا فشل"، مشددًا على أن أوروبا بحاجة إلى توحيد موقفها للحفاظ على مصداقيتها على الساحة الدولية.

الفرصة الأوروبية والبريطانية في ظل تراجع الولايات المتحدة

وأشار رئيس الوزراء الإسباني إلى أن الولايات المتحدة بقيادة الرئيس دونالد ترامب تعمل على إنهاء النظام العالمي الذي تأسس بعد الحرب العالمية الثانية، بما في ذلك الانسحاب من مؤسسات دولية كبرى مثل منظمة الصحة العالمية. 

وأكد سانشيز أن هذا الانسحاب قد يمنح أوروبا والمملكة المتحدة فرصة لتعزيز دورهما القيادي على المستوى الدولي، واتخاذ موقف مستقل في معالجة الأزمات الإنسانية والصراعات العالمية.

تصريحات صادمة عن النظام العالمي

اختتم سانشيز تصريحاته بالقول: "الحقيقة الأكثر صدمة هي أن المهندس الرئيسي للنظام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية، وهي الولايات المتحدة، يعمل على إضعاف هذا النظام. وهذا لن يكون إيجابيًا لا بالنسبة للمجتمع الأميركي ولا لبقية دول العالم، وخاصة الدول الغربية." وأوضح أن هذه التحولات العالمية تجعل من الضروري أن تتخذ أوروبا مواقف حاسمة وواضحة تجاه القضايا الإنسانية الكبرى مثل حرب غزة.

الإبادة الجماعية في غزة: أرقام صادمة

وأشار التقرير إلى أن إسرائيل منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وبدعم أميركي، ترتكب ما وصفته المصادر الدولية بـ "إبادة جماعية" في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير والاعتقال. وأوضحت المصادر أن هذه الانتهاكات مستمرة رغم النداءات الدولية المتكررة، وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العمليات العسكرية.

حجم الخسائر البشرية والمادية

خلفت العمليات العسكرية أكثر من 224 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود. كما نزح مئات آلاف الفلسطينيين، وعانى السكان من مجاعة وأزمة غذائية شديدة أزهقت أرواح الكثيرين، معظمهم أطفال. وأدى الصراع إلى دمار شامل لمناطق القطاع، حيث تم محو معظم المدن والمناطق من على الخريطة، ما يعكس حجم الكارثة الإنسانية الجارية في غزة.

دعوات دولية لتوحيد الموقف الأوروبي

أكد سانشيز على أن موقف أوروبا المتراجع والمتفرق يضعف قدرتها على التأثير على الأحداث في الشرق الأوسط، ويعرض مصداقيتها للخطر. وشدد على ضرورة توحيد المواقف الأوروبية، واتخاذ خطوات عملية لضمان حماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية، والضغط على إسرائيل لإنهاء الاعتداءات على قطاع غزة.

الأبعاد الإنسانية للأزمة

تعتبر الأزمة في غزة من أكبر الأزمات الإنسانية في العقد الأخير، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والمياه النظيفة والأدوية، فضلاً عن فقدان الأمن والاستقرار. وأكد سانشيز أن المجتمع الدولي، بما في ذلك أوروبا، مطالب بتحمل مسؤولياته الإنسانية، والعمل على حماية المدنيين وتخفيف المعاناة قدر الإمكان.

الفرصة الأوروبية للقيادة الدولية

أكد سانشيز أن تراجع الولايات المتحدة عن الالتزامات الدولية يمثل فرصة لأوروبا والمملكة المتحدة لتعزيز دورهما القيادي على الساحة العالمية. وأضاف أن توحيد موقف أوروبا وتبني سياسات إنسانية واضحة يمكن أن يعزز من مصداقيتها، ويؤكد على قدرتها على قيادة الجهود الدولية في حماية حقوق الإنسان وحل النزاعات العالمية، بما في ذلك حرب غزة.

دور أوروبا في حماية المدنيين

شدد رئيس الوزراء الإسباني على أن أوروبا لا يمكنها تجاهل الأزمة الإنسانية في غزة، وأن اتخاذ موقف واضح ومؤثر أصبح ضرورة عاجلة. وأضاف أن دعم أوروبا للمبادرات الإنسانية، والضغط على إسرائيل لإنهاء الانتهاكات، وإيصال المساعدات العاجلة، سيشكل رسالة قوية للمجتمع الدولي حول قدرة الاتحاد الأوروبي على حماية المدنيين والتدخل الفعّال في الأزمات الكبرى.

تؤكد تصريحات بيدرو سانشيز أن الموقف الأوروبي الحالي تجاه حرب غزة يفتقر إلى الوحدة والفعالية، ويهدد مصداقية الاتحاد على المستوى الدولي. وأوضح أن أوروبا بحاجة إلى توحيد موقفها، حماية المدنيين، دعم جهود الإغاثة، والضغط على إسرائيل لإنهاء الانتهاكات. وفي الوقت ذاته، يمثل تراجع الولايات المتحدة عن التزاماتها فرصة للقارة الأوروبية والمملكة المتحدة لتعزيز دورهما القيادي، واتخاذ خطوات عملية لإنقاذ المدنيين وتخفيف المعاناة الإنسانية في غزة.

تشير الأرقام الرسمية إلى أن النزاع أسفر عن 224 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، أكثر من 11 ألف مفقود، ومئات آلاف النازحين، فضلاً عن دمار واسع لمناطق القطاع، مما يجعل تدخل المجتمع الدولي ضرورة عاجلة وحتمية.