تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

تتويج تاريخي في دوري أبطال أوروبا

حقق نادي باريس سان جيرمان إنجازًا تاريخيًا بفوزه بلقب دوري أبطال أوروبا 2025 لأول مرة في تاريخه، وذلك بعد انتصار ساحق على إنتر ميلان بخماسية نظيفة في النهائي الذي أُقيم وسط حضور جماهيري ضخم ومتابعة عالمية.
ويأتي هذا الإنجاز تتويجًا لتحوّل استراتيجي بدأه النادي قبل سنوات، وبلغ ذروته هذا الموسم، مع اعتماد متزايد على لاعبين شباب موهوبين من فرنسا، بدلًا من سياسة التعاقد مع النجوم العالميين.

الخليفي: مشروع جديد بطموحات جماعية

في حديثه عقب المباراة لشبكة Talksport، عبّر ناصر الخليفي، رئيس باريس سان جيرمان، عن فخره بما تحقق على مر السنوات الماضية، مؤكدًا أن النادي دخل الآن مرحلة جديدة ترتكز على بناء فريق شاب ومحلي. وقال الخليفي: "نعم، غيّرنا استراتيجيتنا. فخور جدًا بفريقنا الحالي، لكنني لا أنسى أيضًا فضل من سبقونا من النجوم الذين وضعوا الأساس: إبراهيموفيتش، كافاني، دي ماريا، نيمار، ميسي، ومبابي... كلهم ساهموا في هذا الإنجاز".

اللاعبون المحليون يسطعون في سماء أوروبا

لفت الخليفي إلى أن سبعة من التشكيلة الأساسية للنهائي ينتمون لمدرسة النادي، مشيرًا إلى أن هذا يؤكد صحة الرهان على المواهب الفرنسية الشابة.
وأشار إلى بروز لاعبين مثل عثمان ديمبيلي الذي حصد جائزة أفضل لاعب في البطولة، وديزيري دوي كأفضل لاعب شاب، وهو ما يعكس نجاح سياسة النادي الجديدة في صناعة النجوم لا شرائهم فقط.

من اللعب للنجوم إلى اللعب للفريق

من أبرز الرسائل التي وجهها رئيس النادي:

"اليوم، النجوم يلعبون من أجل الفريق، وليس الفريق الذي يلعب من أجل النجوم. هذه هي فلسفتنا الجديدة."
وقد ظهر هذا المفهوم جليًا في أداء الفريق خلال النهائي، حيث أظهر اللاعبون روحًا قتالية عالية حتى الدقيقة الأخيرة، رغم حسم النتيجة مبكرًا.

إشادة بالمدرب والطموحات القادمة

لم ينسَ الخليفي أن يُشيد بالمدرب لويس إنريكي، الذي وصفه بأنه "أفضل مدرب في العالم"، كما نوّه بالدور الكبير الذي يلعبه المستشار الرياضي لويس كامبوس في بناء الفريق.
وأكد أن النادي لن يتوقف عند هذا الإنجاز، قائلاً:

"احتفلنا أمس، واليوم نُفكر في كأس العالم للأندية، ثم نريد تكرار الفوز بدوري الأبطال. هذه هي عقليتنا الجديدة".

باريس يصنع التاريخ من بوابة المستقبل

ما حققه باريس سان جيرمان هذا الموسم لم يكن مجرد لقب أوروبي، بل ولادة مشروع رياضي متكامل يُعيد تعريف فلسفة بناء الفرق الكبرى.
فمن فريق يراهن على الأسماء اللامعة، إلى نادٍ يصنع مجده بأقدام لاعبين شباب يتنفسون روح الانتماء والطموح، يؤكد باريس أنه قوة كروية صاعدة تُراهن على المستقبل.