تكبير الخط تصغير الخط

خاص موقع 180 تحقيقات

في تحليل سياسي لافت قدّمه الكاتب الصحفي والخبير العراقي أ.د عبدالكريم الوزان لموقع "180 تحقيقات"، أكد أن إيران تمر بمرحلة حرجة تُنذر بانهيار استراتيجي داخلي وخارجي، بعد الضربات الأميركية التي استهدفت منشآتها النووية والعسكرية، مشيرًا إلى أن الأوضاع باتت أقرب إلى "نقطة اللاعودة".

إيران لا تستطيع الاستسلام دون انهيار داخلي

يرى الوزان أن استسلام إيران أو التراجع أمام الضربات الغربية ليس خيارًا واردًا حاليًا، لأن ذلك "سيعني انقلاب الشعب ضدها وسقوط هيبتها وما كانتها"، حسب تعبيره. ويضيف أن هذا السيناريو سيفتح الباب واسعًا أمام انهيار النظام من الداخل.

الإنقاذ الوحيد: تدخل روسي مشروط

يشير الوزان إلى أن روسيا تمثل حبل النجاة الوحيد لطهران، كونها ترتبط معها باتفاقيات استراتيجية، إلا أن موسكو بدورها "تخشى من انزلاق المواجهة إلى حرب عالمية ثالثة"، خاصة وأنها لا تزال منشغلة في حربها المفتوحة مع أوكرانيا.

لذلك، يبدو التدخل الروسي مشروطًا ومحسوبًا، وقد لا يكون بالحجم الذي تتوقعه إيران، ما يضاعف من عزلتها وارتباك خياراتها.

الميليشيات تنشط... والأنظمة مهددة بالتغيير

وفي نظرة شاملة للمشهد الإقليمي، يلفت الوزان إلى أن الأذرع الإيرانية في المنطقة بدأت بإطلاق ردود فعل متفرقة، لكنه يتوقع أن تكون هذه التحركات محدودة في تأثيرها، قائلاً: "الميليشيات في فلسطين ولبنان وسوريا والعراق تتحرك يوميًا، لكنّها لن تصمد طويلاً، وإذا ما استهدفت المصالح الأميركية، فإنها ستُحسم سريعًا".

ويرى أن الأيام القادمة ستشهد تغييرات جذرية في النظامين الإيراني والعراقي، مدفوعة بتسارع الأحداث وتدخل القوى الدولية والإقليمية.

ضربة غير قابلة للنسيان

وصف الوزان الضربات التي استهدفت المفاعلات النووية الإيرانية بأنها "قصم ظهر"، إذ أنها "لم تنهِ البرنامج النووي الإيراني بالكامل، لكنها أخرته سنوات، ودمرت معسكرات وقواعد صواريخ ومنصات إطلاق، وأدخلت الولايات المتحدة بكل ثقلها على خط المواجهة".

وأكد أن إيران تواجه اليوم تحالفًا واسعًا يضم حلفاء صريحين وسريين لأميركا، على رأسهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا، ما يجعل المواجهة أكثر تعقيدًا من أي وقت مضى.

تصعيد بلا أفق... وتغيير محتمل للأنظمة

يرى الوزان أن الأمور تتجه نحو تغيير شامل في موازين القوى الإقليمية، وأن النظام الإيراني يعيش مرحلته الأخيرة إذا لم يتحرك حلفاؤه بشكل فعال. كما يتوقع تغييرات سياسية في العراق متأثرة بالزلزال الإيراني، محذرًا من أن "الأحداث ستتسارع كثيرًا"، وأن المرحلة القادمة ستكون مصيرية للمنطقة برمتها.