تكبير الخط تصغير الخط

موقع 180 تحقيقات

في أعقاب الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية حساسة، تباينت التقديرات داخل إسرائيل حول مدى تأثير تلك الهجمات على البرنامج النووي الإيراني، واحتمالات الرد الإيراني وتداعيات التصعيد على المصالح الدولية.

إيران استعدت مسبقًا ونقلت معداتها النووية

🔹 داني سيترينوفيتش، خبير شؤون إيران في معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أشار إلى أن إيران كانت تمتلك الوقت الكافي للاستعداد للهجوم، ما يجعل احتمال نقلها جزءًا من أجهزة الطرد المركزي والمواد المخصبة إلى مواقع أخرى، أمرًا واردًا.
وأضاف: "رغم الضربة، من المرجح أن إيران لا تزال تحتفظ بقدراتها النووية الأساسية."

طهران تواجه معضلة صعبة في الرد

🔹 سيما شاين، الباحثة المتخصصة في الشأن الإيراني، ترى أن طهران تقف أمام مفترق طرق. فهي من جهة لا تريد توسيع حجم التورط الأميركي، ومن جهة أخرى تبحث عن خيارات رد مناسبة، من أبرزها:

طرد مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الانسحاب من معاهدة عدم الانتشار.

تحريك الحوثيين لإغلاق مضيقي هرمز وباب المندب.

استمرار الضربات على إسرائيل حتى الوصول إلى قرار بوقف إطلاق النار.

ضعف استراتيجي غير مسبوق للنظام الإيراني

🔹 راز تسيمت، أكد أن النظام الإيراني يقف في موقف ضعف غير مسبوق، وأن أي رد عسكري عنيف قد يُعرّضه لتهديد وجودي، ليس فقط خارجيًا، بل داخليًا أيضًا.

واشنطن بين الحذر والفرصة السياسية

🔹 أفيشاي بن ساسون غوروديتس، الباحث في شؤون الولايات المتحدة، أشار إلى أن الضربة الأميركية تثير ذكريات مؤلمة لدى الأميركيين من التورط العسكري في العراق وأفغانستان.
لكن، إذا تمكنت إدارة بايدن من منع توسع المواجهة، فستسجل بذلك "نصرًا دبلوماسيًا" طال انتظاره في السياسة الخارجية الأميركية.

أوروبا منقسمة وضعيفة التأثير

🔹 رامي دانيئيل أوضح أن الأوروبيين رحّبوا من جهة بتقليص التهديد النووي الإيراني، لكنهم قلقون من تداعيات التصعيد، خاصة مع تغييبهم عن القرار.
وأكد أن أحداث الأسبوع الأخير أظهرت "محدودية التأثير الأوروبي" وعمق الانقسام بين العواصم الأوروبية بشأن الملف الإيراني.

تركيا في مأزق استراتيجي

🔹 غاليا ليندنشتراوس أوضحت أن تركيا، التي كانت تدعم إيران في مواجهة إسرائيل، تجد نفسها الآن في مأزق حرج بعد دخول واشنطن على خط المواجهة.
وتوقعت أن يلجأ الرئيس أردوغان إلى الضغط باتجاه اتفاق سياسي حول البرنامج النووي، مع محاولة لعب دور الوسيط لتفادي خسارة علاقاته مع الولايات المتحدة.

مواجهة إقليمية معقدة متعددة الأبعاد

تُجمع هذه التحليلات على أن إيران لم تُهزم بعد نوويًا، وأن التصعيد الأخير يحمل في طياته مخاطر حقيقية لاندلاع مواجهة إقليمية كبرى، تتجاوز حدود إيران وإسرائيل، وقد تمس مصالح أوروبية وتركية وأميركية أيضًا.