تكبير الخط تصغير الخط

رغم مرور أكثر من سبعة عقود على نكبة فلسطين في عام 1948، إلا أن اللاجئ الفلسطيني لا يزال يعيش آثارها بكل تفاصيلها اليومية، من الحصار والشتات والتهميش، إلى التهجير المستمر والعدوان المتواصل. وفي الذكرى السابعة والسبعين للنكبة، يؤكد ناشطون فلسطينيون في الشتات أن النكبة لم تكن حدثًا عابرًا، بل هي واقع مستمر ومعركة وعي وهوية لا تنتهي.

كمال الجعبري: النكبة فصلتنا عن الوطن… لكنها لم تفصلنا عنه وجدانيًا

من الأردن، يؤكد الصحفي الفلسطيني كمال الجعبري أن النكبة تمثّل لحظة انقطاع جغرافي بين الفلسطينيين ووطنهم، لكنها لم تنجح في اقتلاعهم وجدانيًا، إذ ظلّت ذاكرة النضال والبطولة حاضرة في العائلة، من الجد المصاب في معارك 1948 إلى الشهداء الذين سقطوا في الدفاع عن الأرض.

ويُبرز الجعبري أن وحدة الدم العربي كانت من أبرز معالم النكبة، حيث اختلط الدم الفلسطيني بالأردني والسوري واللبناني وحتى البوسني، في مشهد يعكس وحدة الشعوب في نصرة فلسطين.

لكنه في الوقت ذاته يُحذّر من النكبة المستمرة اليوم بأشكالها الجديدة، ومن أخطرها – بحسب وصفه – تفكك الشعب الفلسطيني ومحاولة إذابته في همومه اليومية.

ويشدد على أن حق العودة: "حقٌ قومي وإنساني، لا يسقط بالتقادم، ويجب الدفاع عنه في الوعي قبل السياسة".

معاذ نزال: النكبة ليست ماضٍ يُستذكر… بل واقع نعيشه

أما الناشط معاذ نزال، المقيم في قطر، فيرى أن النكبة لم تكن لحظة تاريخية فحسب، بل تعبير عن حالة ممتدة من الظلم والاقتلاع، لا تزال تلقي بظلالها على حياة كل فلسطيني.

ويقول إن حق العودة هو جوهر القضية الفلسطينية، وأن المعركة الحقيقية لا تتم فقط على الأرض، بل أيضًا في معركة الوعي ومواجهة مشاريع التصفية والتذويب.

ويختم بالتأكيد: "رغم القتل والتدمير والشتات، لا يزال الفلسطيني صامدًا ومؤمنًا بالعودة… لأن النكبة لم تهزمه، بل زادته تمسكًا بأرضه وكرامته".

من 1948 إلى 2024… النكبة مستمرة ولكن الإرادة لم تنكسر

ما بين ذكريات التهجير الأولى، ومجازر اليوم، ومعاناة الشتات، يؤكد جيل فلسطيني شاب أن النكبة ليست ماضٍ يُستعاد، بل قضية حيّة تُعاش يوميًا. ومع أن الاحتلال يحاول طمس الهوية وسلب الحق، إلا أن الفلسطينيين – في غزة والمخيمات والشتات – ما زالوا يردّدون: النكبة لم تهزمنا… والعودة ليست شعارًا بل قرارٌ لا رجعة فيه.