تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصريح يحمل نبرة تحذير قوية، وصف المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، آلية توزيع المساعدات التي تفرضها إسرائيل في قطاع غزة بأنها "فخ مميت" يعرّض أرواح المدنيين للخطر ويحول المساعدات من وسيلة إغاثة إلى أداة قتل.

لازاريني: لا سبيل لتجنّب المجاعة سوى السماح للأمم المتحدة بالتوزيع

طالب لازاريني إسرائيل برفع الحصار المفروض على قطاع غزة فورًا، والسماح للأمم المتحدة بآلية آمنة ومستقلة لتوزيع المساعدات الإنسانية، محذرًا من أن استمرار الوضع الحالي يهدد بوقوع مجاعة جماعية، قد تشمل أكثر من مليون طفل في القطاع المحاصر.

وشدد المفوض الأممي على أن تمكين المنظمات الدولية من أداء دورها دون عراقيل هو الطريق الوحيد لوقف الكارثة الإنسانية المتصاعدة، مشيرًا إلى أن عرقلة إدخال وتوزيع الإغاثة تجعل المدنيين ضحايا لمعادلة ظالمة: الجوع أو القتل.

دعوة لوسائل الإعلام الدولية لكشف الفظائع

وفي خطوة تهدف لكسر التعتيم الإعلامي المفروض على قطاع غزة، دعا لازاريني وسائل الإعلام الدولية للدخول الفوري إلى القطاع، من أجل تغطية الانتهاكات والفظائع المستمرة بشكل مستقل. وأكد أن ما يجري في غزة يجب ألا يبقى مخفيًا عن أعين العالم، مشيرًا إلى أهمية الشفافية في ظل تصاعد الانتهاكات بحق المدنيين.

مجازر مروعة قرب مراكز توزيع المساعدات

وتأتي تصريحات المفوض العام للأونروا في أعقاب مجزرتين مروعتين ارتكبتهما قوات الاحتلال الإسرائيلي بحق فلسطينيين تجمعوا طلبًا للمساعدات. ففي مدينة رفح جنوب قطاع غزة، قتلت قوات الاحتلال 31 مدنيًا وأصابت 200 آخرين بجروح متفاوتة أثناء تواجدهم في نقطة توزيع للمساعدات.

كما قتلت قوات الاحتلال مواطنًا وأصابت 30 آخرين قرب نقطة توزيع في منطقة نتساريم جنوب غزة، ما يعزز المخاوف من أن آليات التوزيع المفروضة تحوّلت إلى مصائد موت ممنهجة، لا تراعي الحد الأدنى من الحماية للمدنيين.

الحاجة الماسّة لتحرك دولي عاجل

وفي ظل استمرار هذه المجازر، تتعالى أصوات المطالبين بتحرك دولي عاجل وفاعل لوضع حد لاستخدام الغذاء كسلاح حرب، ولفرض آلية أممية محايدة لضمان وصول الإغاثة إلى مستحقيها بكرامة وأمان.

إن ما تشهده غزة اليوم من انهيار إنساني شامل، يفرض على المجتمع الدولي التحرك فورًا لمنع اتساع رقعة المجاعة، وحماية المدنيين من الاستهداف الممنهج تحت ذريعة المساعدات.