-
℃ 11 تركيا
-
4 أغسطس 2025
التصعيد اليمني–الإسرائيلي: بعد جديد في مشهد الحرب الإقليمية المعقدة
كيف تحوّل اليمن إلى لاعب فعّال في خريطة الصراع؟
التصعيد اليمني–الإسرائيلي: بعد جديد في مشهد الحرب الإقليمية المعقدة
-
1 يونيو 2025, 2:09:24 م
-
432
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
في خضم تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، بات التصعيد المتزايد بين جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) في اليمن وإسرائيل واحدًا من أبرز المؤشرات على تعقيد مشهد الحرب الإقليمية. فقد أضافت التحركات اليمنية بُعدًا جديدًا للصراع، وجعلت من البحر الأحمر مسرحًا مستمرًا للمواجهة، في ظل تواصل الحرب على قطاع غزة منذ أكتوبر الماضي.
من التضامن السياسي إلى الاشتباك العسكري
حتى وقت قريب، كانت مواقف الحوثيين تجاه القضية الفلسطينية تندرج في إطار الدعم السياسي والإعلامي، إلا أن الحرب الأخيرة على غزة شكّلت نقطة تحول استراتيجية. فقد انتقل الحوثيون من التصريحات التضامنية إلى خطوات عملية، تمثّلت في إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة باتجاه أهداف إسرائيلية أو مصالح غربية مرتبطة بها، خاصة في البحر الأحمر وخليج عدن.
التصعيد اليمني يُربك حسابات تل أبيب
وفي سياق متصل، يجد صناع القرار في إسرائيل أنفسهم أمام جبهة جنوبية غير مألوفة، ذات طابع بعيد جغرافيًا لكن مؤثر استراتيجيًا. إذ إن استمرار إطلاق الصواريخ من اليمن، يعزز من الضغط على تل أبيب ويجبرها على توسيع جبهات دفاعها، في الوقت الذي تخوض فيه مواجهات مفتوحة في غزة، وتوترات متصاعدة في الشمال مع حزب الله.
تهديدات البحر الأحمر: ضرب للملاحة وزعزعة الاستقرار
يُعدّ البحر الأحمر شريانًا حيويًا للتجارة العالمية والطاقة، ما يجعل أي تهديد في هذه المنطقة له تداعيات تتجاوز الصراع الفلسطيني–الإسرائيلي. وقد شكّلت الهجمات الحوثية المتكررة على السفن التجارية، وبخاصة تلك المرتبطة بإسرائيل أو حلفائها، خطرًا فعليًا على الملاحة الدولية، ودفع الولايات المتحدة إلى تشكيل تحالف بحري دفاعي، يُواجه حتى الآن تحديات كبيرة في احتواء التصعيد.
تعقيد المشهد الإقليمي: حروب مترابطة وسياسات متداخلة
من المهم الإشارة إلى أن التصعيد اليمني لا يحدث في فراغ، بل هو جزء من منظومة معقدة من التفاعلات السياسية والعسكرية في الإقليم. فإلى جانب الحرب في غزة، يشهد العراق وسوريا ولبنان مظاهر توتر مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالقضية الفلسطينية، وهو ما يجعل من الحرب الحالية أكثر شمولًا وأعمق من مجرد معركة محدودة النطاق.
واشنطن في موقف حرج بين الحلفاء والواقع الميداني
وعلى الرغم من الدعم الأميركي المعلن لإسرائيل، تجد إدارة بايدن نفسها في موقف حرج، إذ إن الفشل في احتواء الهجمات الحوثية ينعكس سلبًا على هيبة الولايات المتحدة في المنطقة، ويثير تساؤلات حول فاعلية تحالفاتها ومدى قدرتها على فرض الأمن البحري في الممرات الحيوية.
خلاصة المشهد: تصعيد يفتح على سيناريوهات خطرة
في النهاية، يُبرز التصعيد اليمني–الإسرائيلي مدى هشاشة الوضع الإقليمي، حيث تتقاطع فيه الجبهات وتتشابك فيه المصالح. وبينما يستمر العدوان على غزة، يبدو أن المنطقة تتجه نحو مزيد من الانفجار، في حال لم يتم التوصل إلى تسوية شاملة توقف الحرب وتُعالج جذورها السياسية والأمنية.








