تكبير الخط تصغير الخط

إعداد: رامي أبو زبيدة

رصدٌ يومي يقدمه موقع (180 تحقيقات) لأبرز ما ورد في الإعلام العبري اليوم الثلاثاء 20 مايو 2025 تحت أربعة محاور: الشأن العسكري والميداني، الشأن الإسرائيلي الداخلي، الشأن الدولي، وآراء وتحليلات، ويواصل المشهد الإسرائيلي تصاعده الميداني والعسكري بالتوازي مع تعقيدات سياسية داخلية واشتباكات كلامية بين قيادات الجيش والحكومة، بينما تتعاظم الانتقادات الدولية ضد إسرائيل وتُطرح تساؤلات حول مصير الحرب واستراتيجية تل أبيب في غزة. ومع اقتراب دخول العملية العسكرية شهرها التاسع، يظهر مزيد من التشكيك في جدواها، والقلق من تكاليفها السياسية والأمنية.

أولًا: الشأن العسكري والميداني

عمليات في شمال غزة: الجيش الإسرائيلي أعلن رسمياً أن الفرقة 162 تقود العمليات في شمال القطاع، وتشارك فيها ألوية 401 وغفعاتي، مع تعزيز في منطقة العطاطرة. ووفق المتحدث باسم الجيش، جرى تنفيذ أكثر من 100 غارة خلال 24 ساعة، وقُتل خلالها قائد سلاح الجو التابع لحماس شمالًا.

استهداف بنية الأنفاق والإمداد: كشفت إذاعة الجيش عن خطة إسرائيلية لإجبار سكان شمال غزة على النزوح جنوبًا عبر آلية توزيع المساعدات. يقضي المخطط بمنع العائدين شمالًا بعد الحصول على الغذاء، ما يُعدّ محاولة ممنهجة لإفراغ الشمال ديموغرافيًا.

الرهائن في قلب الأولويات أم لا؟ الخلاف يتجدد بعد تصريحات والدة الأسير "نمرود كوهين" التي قالت إن الحكومة تضحّي بأبنائها، فيما أكدت تقارير أن 41 رهينة قُتلوا منذ بداية الحرب.

نشاط استخباري إيراني: تم إحباط محاولة تجسس لصالح إيران عبر تركيب كاميرات قرب منزل وزير الجيش كاتس. الأمن العام أعلن عن اعتقال اثنين من سكان "نيشر"، وسط تأكيدات بأن هذه المحاولة هي الـ20 منذ بداية الحرب.

ثانيًا: الشأن الإسرائيلي الداخلي

انقسامات في القيادة العسكرية: الجنرال (احتياط) أورين سولومون انتقد القيادات العسكرية والسياسية، معتبرًا أن العمليات ليست أكثر من غارات متكررة، وأنه لم يحدث احتلال فعلي أو تفكيك لحماس. وصف أداء رئيس الأركان بـ"الفشل".

صراع بن غفير - سموتريتش: في تسريب لمحادثات داخلية، وصف سموتريتش وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير بـ"المجرم" واتهمه بالشعبوية وجمع الأصوات على حساب الأمن القومي.

احتقان داخلي متزايد: في الضفة، تحاصر قوات الاحتلال قرية "بروقين" التي خرج منها منفذ عملية إطلاق النار التي أصابت إسرائيليين اثنين.

ثالثًا: الشأن الدولي

الولايات المتحدة وإسرائيل: شرخ آخذ بالتوسع: ذكرت "يسرائيل هيوم" أن صبر ترامب بدأ ينفد تجاه نتنياهو، مع تفكير البيت الأبيض بدعوة بينيت بدلًا منه، ورسائل مباشرة تحذر من استمرار الحرب دون نتائج.

قطر تتهم إسرائيل بإفشال التهدئة: نقلت "حدشوت بدون رقابة" عن وزير الخارجية القطري أن إسرائيل أفشلت جهود الوساطة بعد إطلاق سراح عيدان ألكسندر، وواصلت هجماتها العنيفة على غزة.

هاجموا المحكمة الدولية... وامتدحوا هنغاريا: وزير الخارجية الإسرائيلي أشاد بانسحاب البرلمان المجري من المحكمة الجنائية الدولية، في وقت تتصاعد فيه المطالب الدولية بمحاسبة إسرائيل.

الضغوط الأوروبية تتزايد: صحف إسرائيلية أوردت تقارير عن رسائل قاسية وصلت من كندا وبريطانيا وفرنسا، تطالب بوقف الحرب والسماح بدخول مساعدات فورية إلى غزة.

رابعًا: آراء وتحليلات إسرائيلية

نداف إيال – "يديعوت أحرونوت": يرى أن إسرائيل فقدت السيطرة على إدارة الحرب، وفشلت في الحفاظ على شرعيتها الدولية، بل دخلت في عزلة خطيرة، وسط تململ حتى من حلفائها التقليديين.

يوسي فيرتر – "هآرتس": انتقد الحكومة قائلاً إن طريقة إدارتها للمساعدات تجسّد التقاء الغباء بالكذب، ونتنياهو يتراجع تحت الضغط الأميركي بطريقة مهينة.

اللواء يتسحاق بريك – "معاريف": حذر من أن البقاء في غزة سيتسبب بخسائر يومية كبيرة دون تحقيق نصر على حماس، واصفًا الاستراتيجية الحالية بالانتحار التكتيكي.

أميت سيغال – القناة 12: تحدث عن حالة الذعر لدى المتحدث باسم نتنياهو، وتخوفات من تحول شاحنات المساعدات إلى هدف محتمل لحماس.

تكشف تطورات اليوم عن تآكل داخلي في منظومة القرار الإسرائيلي، وفقدان بوصلتها السياسية والعسكرية، في ظل واقع ميداني يعكس فشل تحقيق أهداف الحرب، وصدى دولي آخذ بالتحول من الدعم المشروط إلى الضغوط العلنية. 

ومع استمرار معاناة غزة وتصاعد الأصوات المعارضة داخل إسرائيل، يبدو أن سيناريو التراجع الاستراتيجي بات أقرب من أي وقت مضى، في انتظار لحظة الحسم السياسي.