-
℃ 11 تركيا
-
2 أغسطس 2025
المخرج الصحراوي ابراهيم شقاف : السينما الصحراوية حاضرة و هي ملتزمة بالقضية الصحراوية و الثقافة الحسانية و المجتمع الصحراوي
حوارات الخبير محمد أمقران..
المخرج الصحراوي ابراهيم شقاف : السينما الصحراوية حاضرة و هي ملتزمة بالقضية الصحراوية و الثقافة الحسانية و المجتمع الصحراوي
-
27 يوليو 2025, 12:44:40 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
المخرج الصحراوي ابراهيم شقاف
نال إعجاب الصحراويين بأعماله و حضوره المتميز، يسعى لإيصال صوت القضية الصحراوية بعدسة الكاميرا و يؤكد على وجود سينما صحراوية متميزة . كان لي مع المخرج الصحراوي ابراهيم شقاف هذا الحوار الشيق.
▪︎هل يمكننا الحديث عن السينما الصحراوية؟
نعم، وبكل تأكيد. يمكننا ويجب علينا أن نتحدث عن سينما صحراوية، لا كنوع فرعي من السينما فحسب، بل كمساحة تعبيرية مرتبطة بخصوصية الثقافة و الهوية الصحراوية في الصحراء الغربية تحديدًا و المجتمع البيظاني عموماً. نحن لا نقدم سينما “عن” الصحراء و الصحراويين، بل من الصحراء و عيون صحراوية، سينما تعكس أحلام شعب مشتّت، وتُجسّد ثقافة قاومت النسيان.

▪︎ما هي ركائز هذه السينما من وجهة نظرك كمخرج صحراوي؟
ترتكز السينما الصحراوية على اربعة ركائز
أولها الهوية الصحراوية( الحسانية)، ثم القضية الوطنية، البساطة و الصدق، و التوثيق و الذاكرة.
سينما الصحراء الغربية تنبع من الإنسان الصحراوي نفسه بلباسه، لهجته الحسانية، تقاليده، تاريخه، وحتى معاناته، نحاول من خلالها استعادة صورتنا، لأن الإعلام صوّرنا دائمًا من الخارج أو اختزلنا في كليشيهات. و في ما يخص القضية الوطنية من الصعب الحديث عن السينما الصحراوية دون المرور بـالقضية الوطنية، لأنها ليست موضوعًا فقط، بل هي السياق الكامل، كل فيلم نصنعه، حتى لو لم يتحدث مباشرة عن السياسة، يحمل داخل تفاصيله المعنى السياسي للمقاومة، والحنين، للوطن، حتى لو لم يتحدث الفيلم عن السياسة بصفة خاصة ستجد أن احداث القصة إجتماعية كانت وثقافية تدور في مخيمات اللاجئين على سبيل المثال، او في المناطق المحتلة، لذلك أعتقد على أنه يمكن أن يطبع العمل السينمائي الصحراوي بالطابع البسيط طابع سرد بدون مكياج للواقع.
يتم تداول القصص بكل مباشرة لأن الأفلام التي نُعدها ليست أفلام تجارية وإنما هي أفلام تتحدث عن واقع أناس أتحدث عن ظروف شعب يعاني الشتات وهنا كمخرج أعتقد على أن السينما أتت من أجل أن تحل محل الشعر لدى المجتمع الصحراوي حيث كان له دور مهم في حفظ الهوية، من أجل حفظ التاريخ و الهوية الصحراوية، للأسف نحن مجتمع ثقافته لم تُكتب وتم نقلها من جيل الى جيل بطريقة شفوية بالتالي رحيل الآباء والأجداد كانت بالنسبة لنا كارثة وضياع كنز ثمين من ثقافتنا وأعتقد على انه ما لم يتم حفظها مكتوبة سيتم الأمر حصريا من خلال القصص الأفلام و المسلسلات و السينما هنا لها دور بارز و مهم جدا في الحفاظ على الهوية من الضياع و من التحريف

▪︎هل استوعبت التجربة السينمائية الصحراوية ،إكراهات اللجوء من جهة و سياق القضية الأم من جهة أخرى؟
طبعا بالرغم من قلة الإمكانيات كانت هنالك إرادة كبيرة من أجل خلق سينما صحراوية وخلق قاعدة للسينما الصحراوية لانه من دون وجود جمهور من المستحيل إعداد سينما لكن أعتقد أن هنالك شيء يمتاز به الإنسان الصحراوي وهو عدم الإيمان بالمستحيل كحاجز، والدليل على ذلك ، إنشاء المخيمات من العدم ويعود الفضل في ذلك طبعا لأمهاتنا الفضليات. السينما الصحراوية كذلك ينطبق عليها نفس الشيء كانت البداية صعبة، و الصعوبة الأكبر هي إقناع المجتمع بأهمية السينما كسلاح و ادراجه ضمن أسلحة المقاومة، و كان الأمر كذلك.
تبنى المجتمع الصحراوي السينما و حددت السينما الصحراوية هدفين واضحين الاول هو استخدام السينما من اجل التوعية و التحسيس و كذلك الحفاظ على الهوية و الثاني و هو التعريف بالقضية و بالظلم الذي يعيشه الشعب الصحراوي المقسم بين مخيمات اللاجئين و المناطق المحتلة تحت وطأة الاحتلال و في الشتات
▪︎الكثير يجهل وجود مدرسة سينمائية صحراوية ،فهل حدثتنا عن هذه التجربة ؟
تجربة المدرسة الصحراوية للسينما هي تجربة فريدة من نوعها بحكم وجود هذه المدرسة داخل مخيمات اللاجئين أعتقد على أنها الوحيدة حسب علمي. هذه المدرسة كانت نتيجة إلحاح مجموعة من الشباب كانوا يتلقون ورشات في ما يخص التصوير الإخراج و المونتاج في ايام تخليد مهرجان سينما في الصحراء وهو مهرجان السينما يقام في مخيمات اللاجئين كانت الفكرة لبعض المتضامنين ومكتب تمثيلية جبهة البوليساريو في إسبانيا أين قاموا بإعداد مهرجان السينما يتميز المهرجان سنويا يجلب الكثير من الأشخاص الذين يعنون بالشأن الثقافي ، ممثلين ومخرجين من جميع البلدان ثم تقام مسابقة بيع للأفلام المشاركة والهدف من ذلك دائما هو تحسيس وتسليط الضوء على معاناة اللاجئين الصحراويين، بعد مشاركة هذه المجموعة من الشباب في تلك الورشة كانوا يطالبون دائما من وزارة الثقافة الصحراوية و المنظمون إنشاء المدرسة التي سوف تسمح بالتكوين في مجال السينما وبعد الكثير من الجهد كان الامر كذلك تم تدشين مدرسة الشهيد عبدالله خالد صالح للسينما في سنة 2011 ومنذ ذلك الحين كانت هي الحاضنة الأساسية للسينما الصحراوية ، كان لي الشرف إني كنت من أول طلاب هذه المؤسسة وبعد ذلك مدرس لعدة سنوات وبعدها مدير الأكاديمية للمدرسة

▪︎هل هناك تظاهرات تعنى بالسينما و بالتضامن ،أنتم مشاركون فيها او منظمون لها ؟
شاركت شخصيا في العديد من التظاهرات الدولية ومهرجانات السينما خصوصا المهرجانات التي تعنى بسينما وحقوق الإنسان كمهرجان سان سيباستيان و مهرجان مدينة لوزان السويسريه مهرجان السينما الإفريقية، و العديد العديد من المهرجانات كذلك مهرجان سينما في صحراء الذي يقام بمخيمات اللاجئين الصحراويين، شاركت فيه كمنظم عدة طبعات، و من خلاله ننتمي إلى شبكة مهرجانات في اكثر من أربعين دولة حول العالم، ترحب بأي عمل صحراوي و تتضامن مع القضية الصحراوية.
▪︎اشتهرتم بسلسلة رمضانية تزيح اللثام عن المجتمع الصحراوي في المخيمات و اللجوء ، كيف استقبلتم نجاح السلسلة و هل هناك نية لمواصلة انتاجها؟
في الحقيقة كانت النتيجة فوق التوقعات، و استقبل الجمهور السلسلة بطريقة خرافية، كانت اول مرة أرى فيها ممثل صحراوي لا يستطيع الخروج للشارع لاداء مهامه في حياته اليومية لكثرة المعجبين، طبعاً فرحنا جدا كفريق بالنتائج و سعدنا جدا بتواصل الجمهور و تعاطيه معها. لدي امل كبير ان يتواصل "خروجو فاللجو" و هو عنوان السلسلة لعدة مواسم قادمة ان شاءالله، لكن القرار ليس بيدي إنما يعني الفريق.









