قوة الضربة وتكنولوجيا الصاروخ

الضربة الحوثية لمطار إسرائيل: الدروس المستفادة من قدرة الجماعات المسلحة على استهداف العمق

profile
  • clock 7 سبتمبر 2025, 3:06:22 م
  • eye 437
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

أعلنت جماعة الحوثيين في اليمن عن استهداف مطار بن غوريون الدولي في تل أبيب بصاروخ باليستي، في خطوة وصفتها الجماعة بأنها رسالة ردعية واستراتيجية ضد الاحتلال الإسرائيلي واستمرارًا لدورها في دعم المقاومة الفلسطينية والرد على العدوان الإسرائيلي المستمر.

وقد أثارت هذه التطورات قلقًا إسرائيليًا واسعًا وأكدت قدرة الجماعات المسلحة على التهديد في العمق الإسرائيلي، بما يطرح أسئلة عن تأثير هذه الهجمات على خطط العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة أو مناطق أخرى.

أهداف الهجوم الحوثي

توضح التصريحات الرسمية للحوثيين أن الهجوم على مطار بن غوريون يحمل عدة أهداف استراتيجية منها توجيه رسالة سياسية وعسكرية لإسرائيل تؤكد أن أي عدوان على الشعوب المقاومة لن يمر دون رد. و رد فعل على العدوان الإسرائيلي ضد الفلسطينيين واليمنيين، خاصة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزةو كسر حالة الاطمئنان الأمني في العمق الإسرائيلي وإظهار قدرة الحوثيين على ضرب أهداف استراتيجية بعيدة المدى وتعزيز صورة القوة والمناعة العسكرية للحوثيين وقدرتهم على الردع، بما يفرض حسابات جديدة على إسرائيل.

وبينما تعكس هذه الأهداف بعدًا رمزيًا وسياسيًا، فإن لها أيضًا أبعادًا عسكرية وتأثيرًا مباشرًا على التخطيط الإسرائيلي في المنطقة.

قوة الضربة وتكنولوجيا الصاروخ

وفق محللين عسكريين، يمتلك الحوثيون قدرات متقدمة في تطوير الصواريخ الباليستية طويلة المدى، والتي يمكن أن تخترق الدفاعات الإسرائيلية الصاروخ المستهدف لمطار بن غوريون يتميز بالدقة النسبية والمدى الطويل، ما يسمح بضرب أهداف استراتيجية بعيدة، هذا النوع من الصواريخ يفرض على إسرائيل تعزيز منظومات الدفاع الجوي مثل "القبة الحديدية" وتطوير تكتيكات اعتراض أكثر فاعلية.

الهجمات المستمرة تسلط الضوء على القدرة التكتيكية للحوثيين في استهداف أهداف بعيدة دون التعرض المباشر، ما يزيد من التعقيد في استراتيجيات الرد الإسرائيلي.

ويشير الخبراء إلى أن القوة الرمزية والهندسية لهذه الضربة قد يكون لها أثر أكبر على القدرة النفسية والسياسية للإسرائيليين مقارنة بالضرر المادي المباشر.

تأثير الهجوم على الخطط العسكرية الإسرائيلية في غزة

يشكل استهداف مطار بن غوريون تحديًا جديدًا لإسرائيل، خصوصًا في إدارة العمليات العسكرية في غزة والمناطق المحيطة:

إعادة ترتيب أولويات الدفاع الجوي: إسرائيل قد تضطر لتخصيص جزء أكبر من الموارد لمراقبة الأهداف البعيدة والعمق الإسرائيلي، ما يقلل من التركيز على الخطوط الأمامية في غزة.

زيادة الحذر في التخطيط للهجمات: القوات الإسرائيلية ستأخذ بعين الاعتبار تهديدات الصواريخ الباليستية طويلة المدى أثناء التخطيط لأي عملية عسكرية مستقبلية.

تأثير نفسي على القوات والمجتمع المدني: قدرة الحوثيين على الوصول إلى العمق الإسرائيلي قد تؤثر على الروح المعنوية للسكان والجنود، مما يفرض قيودًا غير مباشرة على حرية الحركة والعمليات العسكرية.

التأثير على التحالفات الإقليمية: هذه الهجمات قد تغير ديناميكيات التحالفات الإقليمية والدولية، حيث تحاول إسرائيل تأمين الدعم العسكري والسياسي لمواجهة تهديدات جديدة.

الدروس المستفادة من قدرة الجماعات المسلحة على ضرب أهداف بعيدة المدى

تطرح هذه الهجمات عدة دروس استراتيجية وعسكرية مهمة منها تطور القدرات العسكرية للجماعات غير التقليدية: تظهر الهجمات قدرة الحوثيين على تطوير صواريخ باليستية دقيقة وطويلة المدى، ما يغير قواعد الاشتباك التقليدية و التهديد في العمق ليس مستحيلاً: قدرة الجماعات المسلحة على ضرب أهداف استراتيجية بعيدة تفرض على الدول التقليدية إعادة تقييم دفاعاتها وتطوير منظومات جديدة ةو الجانب النفسي للعمليات العسكرية: الهجمات البعيدة المدى لها أثر نفسي كبير على العدو، يساوي أو يزيد عن التأثير المادي للصواريخ.

وأهمية الردع والرد المحدود: على الدول المعتدية أن توازن بين الرد العسكري التقليدي وتهديدات العمق الجديدة لتجنب تصعيد غير محسوب.

التكامل بين العمل العسكري والسياسي: الهجمات الاستراتيجية تحمل رسالة سياسية واضحة، ما يؤكد على ضرورة فهم الأبعاد السياسية لأي عمل عسكري.

التفاعل الدولي وردود الفعل

أثارت هذه التطورات اهتمام المجتمع الدول الأمم المتحدة ودول أوروبية عدة دعت إلى التهدئة وضبط النفس في المنطقة لتجنب تصعيد أكبر و بعض الدول أكدت حق الشعوب في الدفاع عن نفسها، في حين شددت دول أخرى على أهمية حماية المدنيين والمنشآت المدنية.

وسائل الإعلام العالمية سلطت الضوء على قدرة الحوثيين على تنفيذ عمليات بعيدة المدى، ما أعاد النقاش حول التوازن العسكري في المنطقة ودور الجماعات المسلحة غير التقليدية.

التعليقات (0)