-
℃ 11 تركيا
-
9 سبتمبر 2025
عملية راموت في القدس: هزة أمنية وسياسية تضعف منظومة الاحتلال وتعيد رسم المعادلات
الأبعاد الأمنية والسياسية للحدث
عملية راموت في القدس: هزة أمنية وسياسية تضعف منظومة الاحتلال وتعيد رسم المعادلات
-
8 سبتمبر 2025, 4:26:18 م
-
421
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
نتنياهو
محمد خميس
شهدت القدس المحتلة اليوم الاثنين حدثًا نوعيًا شكل صدمة للمنظومة الأمنية والسياسية للاحتلال الإسرائيلي، مع تنفيذ عملية راموت التي قام بها شابان فلسطينيان في مفترق استراتيجي يربط المدينة بتل أبيب وشمال فلسطين. تعتبر هذه العملية انعكاسًا مباشرًا على حجم التوتر والأزمة المستمرة بين الاحتلال والمقاومة الفلسطينية، وتضع علامة فارقة على قدرة المقاومة على إعادة رسم المعادلات على الأرض رغم كل القيود والضغوط الأمنية
تفاصيل العملية:
نفذ المقاومان الفلسطينيان عملية إطلاق نار عند تقاطع "رامون" في القدس، أسفرت عن مقتل ستة مستوطنين وإصابة 16 آخرين، وفق ما نقلته وسائل الإعلام الإسرائيلية عن الإسعاف الإسرائيلي. ومن بين المصابين، ستة حالتهم خطيرة، وهو ما يعكس حجم الصدمة التي أحدثتها العملية في صفوف الاحتلال.
أفادت هيئة البث الإسرائيلية بأن خمسة من المصابين جروحهم حرجة للغاية، ما دفع القناة العبرية /12/ إلى تأكيد أن المهاجمين صعدا إلى حافلة وأطلقوا النار على ركابها، مؤكدين خطورة الإصابات.
كما ذكرت المصادر المحلية أن المقاومين اشتبكا مع شرطة الاحتلال بعد تنفيذ العملية شمال القدس، وسط أنباء عن استشهادهما، ما يعكس التزامهما بالمسار المقاوم حتى الرمق الأخير.
الأبعاد الأمنية للحدث:
تُظهر عملية راموت هشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، التي رغم إجراءاتها المشددة والانتشار المكثف، لم تتمكن من منع وقوع العملية أو حماية المدنيين بشكل كامل.
ويبرز من هذا الحدث أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على استهداف نقاط استراتيجية تشكل تهديدًا مباشرًا لأمن الاحتلال، وتضع قواته في حالة استنفار دائم.
عملية راموت أعادت طرح التساؤلات حول قدرة الاحتلال على حماية مواطنيه في قلب المدن الفلسطينية، خاصة في ظل تنامي المقاومة النوعية التي تستخدم أساليب غير تقليدية وتستهدف نقاط ضعف واضحة في شبكة الاحتلال الأمنية.
الأبعاد السياسية للحدث:
على الصعيد السياسي، شكلت العملية صدمة للقيادة الإسرائيلية، حيث أظهرت أن الاحتلال ليس بمنأى عن الهجمات النوعية داخل الأراضي المحتلة، وأن استمرار السياسات الاستيطانية وقمع الفلسطينيين يزيد من احتمالات اندلاع عمليات مماثلة.
كما أن العملية تعكس قوة الرد الطبيعي على ممارسات الاحتلال المستمرة، بما فيها التهجير، التدمير، وفرض حصار على المدن الفلسطينية. وتأتي هذه العمليات لتذكير المجتمع الدولي بأن استمرار الانتهاكات الإسرائيلية يفضي إلى تصعيد المقاومة، وأن الحلول السياسية دون مساءلة الاحتلال لن تؤدي إلى استقرار حقيقي.
ردود الفعل على العملية:
أثارت العملية ردود فعل واسعة داخل الأوساط الفلسطينية، حيث أشادت فصائل المقاومة بالعملية واعتبرتها رسالة قوية للرد على ممارسات الاحتلال، خاصة في ظل الجرائم المستمرة في غزة والضفة المحتلة.
وفي المقابل، أعلنت سلطات الاحتلال عن تعزيز الإجراءات الأمنية وفرض قيود إضافية في القدس والمناطق المحيطة، بما يعكس إدراكها للحاجة الملحة لمراجعة إجراءاتها الأمنية بعد العملية.
تأثير العملية على معادلات الاحتلال:
عملية راموت لم تكن مجرد حادث أمني عابر، بل هزّت منظومة الاحتلال الأمنية والسياسية، وأعادت رسم الحسابات الاستراتيجية على الأرض.
فالقدرة على تنفيذ هجوم ناجح في مفترق حساس يربط العاصمة بمناطق أخرى، تظهر أن المقاومة تمتلك معلومات دقيقة وخططًا محكمة لاستهداف نقاط ضعف الاحتلال، وهو ما يضاعف الضغط على الأجهزة الأمنية الإسرائيلية ويجبرها على إعادة تقييم استراتيجياتها.
كما أن العملية تؤكد أن الإجراءات الأمنية المكثفة والتكنولوجيا الحديثة ليست كافية لوقف المقاومة، وأن استمرار الاحتلال في سياساته القمعية يفاقم الأزمة ويزيد من تعقيد الوضع الأمني والسياسي.
الأبعاد النفسية والاجتماعية:
على مستوى المجتمع الإسرائيلي، أحدثت العملية حالة من الذعر والارتباك، خاصة مع إعلان وسائل الإعلام عن حالات الإصابة الحرجة وسط الركاب المدنيين.
أما على المستوى الفلسطيني، فقد عززت العملية من معنويات الشعب الفلسطيني وفصائل المقاومة، مؤكدة أن المقاومة حية وقادرة على حماية الأرض والكرامة، وأن العمليات النوعية تمثل وسيلة فعالة للرد على الانتهاكات الإسرائيلية.
كما تؤكد هذه الأحداث على أن المقاومة ليست محصورة بالأسلحة التقليدية فقط، بل تعتمد على استراتيجية ذكية ومخطط لها تستهدف نقاط ضعف الاحتلال بشكل دقيق، ما يجعلها أكثر فاعلية وتأثيرًا على الأرض.









