أسماء مستهدفة ومناطق التحرك

اغتيالات الخارج تلوح في الأفق: إسرائيل تصعد تهديداتها لقادة المقاومة خارج غزة

profile
  • clock 4 سبتمبر 2025, 1:28:58 م
  • eye 440
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

في تطور لافت، لم تعد إسرائيل تكتفي بتهديد قادة المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة، بل باتت تضع قادة حركة حماس والجهاد الإسلامي في الخارج على قائمة الاستهداف العلني.

 ويأتي هذا التحول في استراتيجية الاحتلال بعد تصريحات من كبار المسؤولين العسكريين الإسرائيليين، بينهم رئيس الأركان أيال زامير، الذي أكد أن "الاحتلال سيصل إلى قادة حماس في الخارج"، وتأكيد هرتسي هاليفي بأن "أغلب قيادة الحركة خارج القطاع"، ما يعكس نية تل أبيب لكسر مراكز القيادة البديلة للمقاومة وتجريدها من أذرعها السياسية والمالية والإعلامية.

أسماء مستهدفة ومناطق التحرك

تشير التقارير العبرية إلى أن إسرائيل وضعت أسماء بعينها على قائمة الاستهداف، وتحديد مواقعهم في دول مثل قطر، تركيا، ولبنان. ويعتبر هذا التوسع في العمليات المحتملة مؤشرًا على أن إسرائيل تريد ضرب البنية القيادية للمقاومة خارج حدود غزة، بما في ذلك المسؤولين السياسيين والإعلاميين والماليين الذين يشرفون على إدارة الحركة من الخارج.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر مقاومة فلسطينية أن القيادات البارزة مثل زياد النخالة، خالد مشعل، خليل الحية، وزاهر جبارين، وضعت تحت حماية أمنية مشددة، مع اتخاذ إجراءات احترازية لتعزيز سلامتهم، في إدراك واضح أن ما يُعرف بـ معركة "الظل" انتقلت رسميًا إلى عواصم الإقليم، حيث يتواجد قادة المقاومة في الخارج.

المخاطر السياسية والدبلوماسية

رغم أن استهداف قادة المقاومة خارج قطاع غزة يمثل خطوة نوعية في استراتيجية الاحتلال، إلا أن تنفيذ أي عملية اغتيال في دول مثل تركيا وقطر محفوف بمخاطر سياسية ودبلوماسية كبيرة. فمثل هذه العمليات ستُعتبر خرقًا صريحًا لسيادة الدول الحليفة للولايات المتحدة، مما قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية كبيرة وإدانة دولية واسعة.

ويشير خبراء في الشؤون العسكرية والسياسية إلى أن إسرائيل ستحتاج إلى موازنة دقيقة بين أهدافها العسكرية وبين العواقب المحتملة، خصوصًا أن أي محاولة اغتيال خارج حدودها ستُعد تصعيدًا مباشرًا يمكن أن يؤدي إلى تدهور العلاقات الإقليمية، وزيادة التوتر مع الدول التي تستضيف قيادات المقاومة الفلسطينية.

استراتيجية إسرائيل لكسر القيادة البديلة

تسعى إسرائيل من خلال استهداف قادة المقاومة في الخارج إلى تحجيم قدرات حماس والجهاد الإسلامي على إدارة العمليات العسكرية والإعلامية والمالية من خارج القطاع. ويُعتقد أن مراكز القيادة البديلة تعتبر ضرورية لاستمرارية الحركة، خاصة في ظل تدمير بنيتها الداخلية خلال التصعيد الأخير في غزة.

كما تهدف إسرائيل إلى شل أذرع الدعم الدولي والإقليمي التي تعتمد عليها المقاومة، من خلال استهداف المسؤولين الذين يديرون العلاقات مع الدول العربية والإسلامية، ويشرفون على جمع الأموال وتنسيق الدعم الإعلامي والدبلوماسي.

الإجراءات الاحترازية للقيادات الفلسطينية

على صعيد المقابل، كشفت مصادر مقاومة أن القيادات الفلسطينية قامت بتشديد الإجراءات الأمنية والاحترازية لحماية قادة الحركة البارزين. وشملت هذه الإجراءات تعزيز الحماية الشخصية للقيادات في مقرات إقامتهم و تغيير مسارات التحرك والتنقل بين المدن والدول بشكل دوري و استخدام قنوات اتصال مشفرة لتنسيق العمليات والمراسلات الرسمية و الاعتماد على شبكة من الحماية الداخلية والخارجية لمنع أي اختراق أمني محتمل.

وتؤكد المصادر أن هذه الإجراءات تُظهر إدراك قيادة المقاومة بأن معركة الظل انتقلت إلى مستوى دولي، حيث لم يعد التهديد مقتصرًا على غزة فقط، بل يمتد إلى مراكز القيادة في الخارج.

انعكاسات محتملة على الصراع الفلسطيني الإسرائيلي

يشير محللون إلى أن استهداف قادة المقاومة في الخارج يمكن أن يؤدي إلى تراجع مؤقت في قدرة الحركة على التنسيق الداخلي والخارجي و زيادة التوتر بين إسرائيل والدول المضيفة للقيادات الفلسطينية و احتمال تصعيد العمليات العسكرية في غزة كرد انتقامي على أي اغتيال خارج الحدود و زيادة الوعي الأمني والسياسي بين القيادات الفلسطينية في الخارج.

كما يؤكد المحللون أن أي محاولة اغتيال خارج غزة قد تتحول إلى مأزق دولي لإسرائيل، حيث يمكن أن تدفع المجتمع الدولي إلى فرض عقوبات سياسية ودبلوماسية، في ظل حساسية الوضع الدولي تجاه انتهاكات حقوق الإنسان.

الأبعاد الإعلامية والدبلوماسية

تولي إسرائيل اهتمامًا كبيرًا للبعد الإعلامي لعملياتها العسكرية، بما في ذلك استهداف قيادات المقاومة في الخارج، لتوجيه رسالة ردع للمؤيدين الدوليين للحركة، ولخلق حالة من التخويف بين صفوفها. في المقابل، تسعى قيادة المقاومة الفلسطينية إلى تحييد الإعلام الدولي عن أي خطوات إسرائيلية محتملة، والعمل على إبراز الجانب المدني والدفاع المشروع للشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال.

كما أن الضغوط الدبلوماسية على إسرائيل من قبل الدول الأوروبية والولايات المتحدة قد تؤثر على أي عملية خارجية، خاصة في دول مثل تركيا وقطر، التي لها تحالفات قوية على المستوى الدولي وتعتبر عمليات اغتيال فيها خرقًا للسيادة الوطنية.

التعليقات (0)