الفعل المقاوم في الضفة والقدس: أداة استراتيجية للضغط على الاحتلال

لماذا استمرار العمليات في الضفة والقدس مهم وله دور مؤثر في وقف جريمة الإبادة في غزة

profile
  • clock 8 سبتمبر 2025, 2:06:16 م
  • eye 429
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
العمليات في الضفة والقدس

مادة تحليلية - رامي أبو زبيدة


إن استمرار الفعل المقاوم في الضفة الغربية والقدس لا يمكن النظر إليه بوصفه مجرد رد فعل انفعالي أو فعل رمزي، بل *هو أداة استراتيجية ضاغطة على منظومة الاحتلال، بما يربك حساباته العسكرية والسياسية ويقوّض قدرته على مواصلة حربه الإجرامية ضد غزة بالزخم نفسه.

" فالمشهد الميداني والتقارير التحليلية المتعددة التي نرصدها تؤكد أن لهذه العمليات أبعاداً متداخلة ومؤثرة:

"1. نقل المعركة إلى قلب الجبهة الداخلية:* عمليات إطلاق النار والطعن والتفجيرات الصغيرة داخل القدس والضفة تجبر الاحتلال على سحب جزء من قواته من جبهات القتال نحو الداخل، وزيادة الانتشار الأمني، واستدعاء وحدات احتياطية، ما يخفف الضغط المباشر على غزة ويعيق خطط التوسع البري.

"2. إضعاف الشرعية الداخلية للحرب:* الضربات في الضفة والقدس تولّد حالة قلق في أوساط المجتمع الإسرائيلي، وخصوصاً "الطبقة الوسطى" المتأثرة اقتصادياً وأمنياً، "ما يخلق ضغطاً سياسياً متزايداً على الحكومة ويهدد تماسك الجبهة الداخلية.*

*3. إرهاق منظومة الجيش والاحتياط:* تصاعد العمليات يفرض على الجيش استدعاءات واسعة وإعادة توزيع القوات، خصوصاً مع اقتراب الأعياد اليهودية، *وهو ما يربك خطط القيادة العسكرية لعمليات أوسع في غزة ويجعلها أقل قابلية للتنفيذ دون كلفة عالية.*

*4. تحويل الأنظار دولياً:* مع تصاعد العمليات، تعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة السياسية والإعلامية عالمياً، ويزداد الضغط على العواصم الغربية والإقليمية لمساءلة الاحتلال عن جرائمه، ما يحدّ من هامش مناورة إسرائيل ويزيد كلفة استمرار حرب الإبادة.

*5. هدم الوهم الأمني للمستوطنات:* استهداف الحافلات والمحطات والمستوطنات *يكسر صورة الحصانة الأمنية، ويزرع شعوراً بالخوف الدائم، ما يضعف مشاريع الضم والتهويد التي يتبناها اليمين الإسرائيلي.*

"6. نسف فكرة “نزع السلاح”:" استمرار العمليات يثبت أن الحديث عن القضاء على المقاومة أو نزع سلاحها مجرد وهم، *إذ تفرز البيئة الشعبية أشكالاً متجددة من الفعل المقاوم رغم القمع والتضييق.*

*7. الحاضنة الشعبية والشبكات الميدانية:* تنامي المقاومة الشبابية والمجموعات الميدانية يؤكد أن هذه العمليات تمتلك قاعدة اجتماعية قادرة على الاستمرار، ما يجعل محاولات الاحتلال للقضاء عليها باهظة الثمن ومحدودة النتائج.

*8. البعد الإقليمي:* عندما تتكامل هذه العمليات مع ضغط سياسي أو عسكري من ساحات إقليمية أخرى، فإن تأثيرها يتضاعف ويُرغم القيادة الإسرائيلية على إعادة حساباتها.

 *الخلاصة:
 إن العمليات في الضفة والقدس تُشكّل جبهة موازية ترفع كلفة الحرب على غزة وتضرب ركائز المشروع الإسرائيلي القائم على الإبادة والتوسع.* وهي ليست بديلاً عن المقاومة في غزة، بل جزء من منظومة تكاملية تضغط على العدو من عدة جهات. *الحفاظ على زخم هذه العمليات وتطويرها ميدانياً وإعلامياً وسياسياً يعد من أهم أدوات وقف أو تقليص مستوى العنف والإبادة بحق أهل غزة.*

التعليقات (0)