تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تطور لافت ضمن سياق التصعيد الإقليمي المرتبط بالحرب الإسرائيلية على غزة، أعلنت جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يوم الخميس، تنفيذ عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللد الواقع في منطقة يافا المحتلة، باستخدام صاروخ باليستي فرط صوتي من نوع "فلسطين 2".

تفاصيل العملية: شلل في المطار وهلع في الداخل الإسرائيلي

وبحسب البيان الصادر عن الجماعة، فإن العملية جاءت ردًا على الجرائم الإسرائيلية المستمرة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وكذلك على العدوان الإسرائيلي الأخير على ضاحية بيروت الجنوبية.
وأكد البيان أن الضربة "حققت هدفها بنجاح"، إذ أدت إلى حالة من الشلل في مطار اللد، واضطر آلاف المستوطنين إلى التوجه نحو الملاجئ، في حين توقفت حركة الملاحة الجوية بشكل كامل.

البعد السياسي والرسالة الإقليمية للعملية

تمثل هذه العملية، وفق ما أوضحه الحوثيون، انتصارًا لمظلومية الشعب الفلسطيني ومجاهدية في غزة، ورسالة رد قوية على ما وصفوه بـ"جريمة التجويع والتعطيش" التي يرتكبها الاحتلال بحق سكان القطاع، في إشارة إلى الحصار الخانق الذي يمنع وصول الماء والدواء والغذاء.

ويُعد هذا النوع من العمليات بمثابة توسيع لرقعة المواجهة الإقليمية، ورسالة واضحة بأن العدوان الإسرائيلي لن يمر دون ردود فعل من جبهات متعددة في المنطقة.

جرائم الاحتلال في غزة... الأرقام تتحدث

تأتي هذه التطورات في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، والذي ارتقى فيه حتى الآن أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، فيما لا يزال أكثر من 11 ألف فلسطيني في عداد المفقودين تحت الأنقاض.

ويعيش القطاع أوضاعًا إنسانية كارثية، وسط نقص حاد في الغذاء والدواء والماء، إضافة إلى تشريد مئات الآلاف من منازلهم، في ظل دعم أميركي مطلق ومواقف دولية عاجزة عن وقف المجازر.

تصعيد إقليمي ورسائل متبادلة

تكشف عملية استهداف مطار اللد بصاروخ "فلسطين 2" عن توسع دائرة المواجهة مع الاحتلال الإسرائيلي، وتؤكد أن العدوان على غزة لم يعد شأناً محليًا، بل أصبح قضية تحرّك جبهات عديدة في المنطقة.
كما تؤكد الجماعة من خلال عمليتها أن السكوت على الجرائم الإسرائيلية لن يمر دون ثمن، وأن الرد سيأتي من أبعد الجبهات، في وقت تتصاعد فيه دعوات دولية متفرقة لوقف العدوان وإنهاء الحصار.