تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في تصريح لافت يسلّط الضوء على التحول في الخطاب الأوروبي بشأن العدوان على قطاع غزة، أكد وزير الدفاع الإيطالي غويدو كروزيتو، يوم الخميس، أن الحرب المستمرة في غزة "فقدت مبرراتها العسكرية"، وأنه لم يعد هناك أي منطق يدعم استمرارها، خاصة في ظل الكلفة الإنسانية الكارثية التي يدفعها المدنيون الفلسطينيون.

كروزيتو: لا مبرر لاستمرار الحرب

قال الوزير الإيطالي صراحةً إن "الحرب يجب أن تنتهي، لأن المدنيين الفلسطينيين الأبرياء هم من يدفعون الثمن"، في إشارة إلى المأساة الإنسانية غير المسبوقة التي خلّفها العدوان الإسرائيلي على غزة، والذي دخل شهره التاسع منذ بدايته في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وأضاف كروزيتو أن الحرب فشلت في تحقيق أهدافها المعلنة، ما يزيد من الحاجة الماسة إلى وقفها فورًا، محذرًا من استمرار الانزلاق نحو المزيد من الدماء والدمار.

دعم أمريكي مطلق ونتائج كارثية

تأتي تصريحات كروزيتو في وقت تستمر فيه إسرائيل، بدعم أمريكي كامل، في تنفيذ جرائم إبادة جماعية ضد المدنيين في قطاع غزة. وتشير الإحصائيات إلى أن العدوان الإسرائيلي خلّف حتى الآن أكثر من 179 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 11 ألف مفقود تحت الأنقاض، ومئات آلاف النازحين الذين شُرّدوا من منازلهم.

هذا التصعيد الدموي، وفق مراقبين، لم يحقق أي اختراق عسكري حاسم، بل زاد من تأزم الوضع الإنساني، وخلق حالة من الغضب الدولي المتزايد، خصوصًا مع تزايد الأصوات الأوروبية المطالبة بوقف فوري للعدوان.

دعوة متزايدة لإنهاء الحرب

تصريحات وزير الدفاع الإيطالي تنضم إلى موجة مواقف أوروبية ودولية تدعو إلى وقف إطلاق النار ورفع الحصار عن غزة، في ظل الانتقادات المتصاعدة للدور الأمريكي المتواطئ، واستمرار الاحتلال في تجاهل القرارات الدولية.

ويبدو أن فشل إسرائيل في تحقيق أهدافها، مع ازدياد معاناة المدنيين، يفرض على المجتمع الدولي التحرك الجاد نحو حل سياسي ينهي معاناة غزة ويعيد الحقوق لأصحابها.

ضرورة دولية لكبح العدوان

في ظل الانهيار الإنساني الشامل في غزة، بات من الضروري أن تتحول المواقف السياسية إلى خطوات عملية لوقف المجازر وإنهاء الاحتلال. ويُعد تصريح كروزيتو تأكيدًا إضافيًا على أن العدوان لم يعد يُحتمل، ولا يمكن تبريره بأي ذريعة عسكرية.