تكبير الخط تصغير الخط

كتبت: شيماء مصطفى

في خطوة وُصفت بالتحول النوعي والاستراتيجي، أعلنت القوات المسلحة اليمنية وحركة "أنصار الله" عن فرض حصار بحري على ميناء حيفا، في تصعيد غير مسبوق ضمن سلسلة تحركات إقليمية داعمة للقضية الفلسطينية. هذا القرار يشكّل نقلة مفصلية في طبيعة المواجهة مع الاحتلال الصهيوني، ويؤكد أن معادلة الردع لم تعد حكرًا على الحدود الجغرافية لفلسطين، بل باتت تشمل الساحة البحرية أيضًا.

التأثير الاقتصادي: شلّ موانئ ومطارات الاحتلال

القرار اليمني يأتي بعد شلل أصاب ميناء إيلات نتيجة هجمات سابقة، إضافة إلى تهديدات طالت المجال الجوي الإسرائيلي ومطار اللد. ويُتوقع أن يُفاقم الحصار المفروض على ميناء حيفا التداعيات الاقتصادية داخل الكيان الصهيوني، مما يضع الاقتصاد الإسرائيلي في دائرة ضغط غير مسبوق، ويزيد من ارتباك الجمهور الصهيوني الذي بات يشعر أن جبهات العدو لم تعد آمنة.

كسر الهيمنة: تقويض رواية الاحتلال وغطرسة قادته

القرار اليمني الشجاع يكشف هشاشة الهيبة الصهيونية التي يسعى نتنياهو لتسويقها داخليًا، حيث يواجه الاحتلال تحديات متزامنة من أكثر من جبهة: جنوب لبنان، قطاع غزة، والآن من البحر الأحمر والبحر المتوسط. هذا التصعيد من قبل اليمن يسقط أوهام السيطرة والردع التي روّجت لها القيادة الصهيونية، ويعيد التذكير بأن محور المقاومة بات يمتلك زمام المبادرة في معارك السيادة والإرادة.

اليمن المقاوم: عزيمة لا تلين ورسالة صادقة

التحرك اليمني يعكس ثباتًا واضحًا في الخط المقاوم وخيار المواجهة، ويبرهن أن اليمن لا يطلق التهديدات لمجرد الاستعراض، بل ينفذ بدقة وحزم، في إطار ما وصفته البيانات الرسمية بـ"الفعل الإيماني الصادق". بهذا تؤكد صنعاء أن الكرامة والعزة مبدآن لا يُساوَمان، وأنها حاضرة بقوة في معادلة الإقليم وميزان الردع الشامل.

تحول في طبيعة الصراع الإقليمي

إعلان الحصار البحري على ميناء حيفا لا يُعد مجرد خطوة رمزية أو استعراضية، بل هو تحول نوعي في جغرافيا المواجهة وآليات الضغط، ويعكس بوضوح أن الكيان الصهيوني لم يعد قادراً على احتواء التحديات بعيدًا عن حدوده. الحصار اليمني يكرّس حالة الردع المتعددة الجبهات، ويؤكد أن قوى المقاومة نجحت في فرض معادلات جديدة تربك الاحتلال وتُفقده توازنه الاستراتيجي.