غزة بين الموت والحصار

الجبهة الشعبية تدعو القمة العربية الإسلامية في الدوحة لقرارات حاسمة لوقف الإبادة في غزة

profile
  • clock 14 سبتمبر 2025, 12:55:39 م
  • eye 418
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
الجبهة الشعبية

محمد خميس

في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وما خلّفه من مئات الشهداء وآلاف الجرحى وتدمير واسع للبنية التحتية، دعت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أحد أبرز فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، القمة العربية الإسلامية الاستثنائية المنعقدة في الدوحة اليوم الأحد وغدًا الاثنين، إلى اتخاذ إجراءات عاجلة وحاسمة لوقف ما وصفته بـ"جريمة الإبادة الجماعية" التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني في غزة.

وأكدت الجبهة في بيان رسمي أن العدوان الإسرائيلي المتصاعد يحوّل مدينة غزة إلى "محرقة حقيقية"، وسط غطاء سياسي ودبلوماسي أمريكي واضح يوفر الحماية لإسرائيل ويمنع أي تدخل دولي فعّال لوقف الجرائم.

العدوان الإسرائيلي على غزة

أشارت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يستمر في استهداف المدنيين الفلسطينيين بشكل مباشر، من خلال قصف مخيمات النازحين، المستشفيات، المدارس، والأبراج السكنية.

وقالت الجبهة إن هذه السياسات تعكس خطة ممنهجة تهدف إلى تدمير مقومات الحياة الأساسية في غزة، بما في ذلك البنية التحتية الطبية والتعليمية، وحرمان السكان من أبسط مقومات العيش الكريم.

وأضافت أن المشهد الميداني في غزة يعكس كارثة إنسانية غير مسبوقة، حيث تتعرض الأحياء المكتظة بالقصف العنيف، ويُقتل المدنيون بشكل يومي، وهو ما وصفته الجبهة بـ"أفظع مجزرة في العصر الحديث".

الغطاء الأمريكي للعدوان

وفي بيانها، اعتبرت الجبهة أن زيارة وزير الخارجية الأمريكي إلى دولة الاحتلال الإسرائيلي تمثل جزءًا من التنسيق المباشر بين واشنطن وتل أبيب، وهو ما يمنح إسرائيل غطاءً دبلوماسيًا وعسكريًا لمواصلة الحرب.

وأكدت أن الدعم الأمريكي يسهم في تكريس مخططات التهجير القسري وتفريغ غزة من سكانها الأصليين، ضمن مشروع يستهدف تصفية القضية الفلسطينية.

مطالب الجبهة الشعبية من القمة العربية الإسلامية

دعت الجبهة القمة الاستثنائية المنعقدة في الدوحة إلى اتخاذ قرارات واضحة وقوية، بعيدًا عن البيانات التقليدية، وتشمل ما يلي:

تفعيل مجلس الدفاع العربي المشترك لمواجهة العدوان على غزة.

وضع خطة حماية لسكان القطاع باعتباره أرضًا عربية تتعرض لحرب إبادة.

كسر الحصار المفروض على غزة بشكل كامل وفتح جميع المعابر لإدخال المساعدات الطبية والغذائية.

ضمان الحماية الدولية للقوافل الإنسانية والطواقم الطبية.

تشكيل فريق قانوني عربي موحد لملاحقة قادة الاحتلال أمام المحكمة الجنائية الدولية بتهم جرائم الحرب والإبادة الجماعية.

محاسبة الدول والجهات التي توفر الغطاء السياسي والعسكري لإسرائيل، وعلى رأسها الولايات المتحدة.

الوحدة الوطنية الفلسطينية

شددت الجبهة الشعبية على أن مواجهة العدوان الإسرائيلي لا يمكن أن تكون فاعلة من دون تحقيق وحدة وطنية فلسطينية شاملة.

وطالبت برعاية حوار وطني جامع يضم مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، باعتبار الوحدة خيارًا استراتيجيًا لمواجهة ما وصفته بـ"الحرب التصفوية على القضية الفلسطينية".

كما دعت إلى مراجعة شاملة لكافة الاتفاقيات الأمنية والسياسية، وإعادة تقييم التعاون مع الدول التي تنحاز بشكل واضح إلى جانب إسرائيل.

غزة بين الموت والحصار

أكدت الجبهة أن الوضع الإنساني في قطاع غزة بلغ حدًا لا يُطاق، حيث يعيش أكثر من مليوني فلسطيني تحت حصار خانق منذ سنوات، تفاقم مع العدوان الحالي.

وأشارت إلى أن استهداف المستشفيات ومنع دخول الوقود والدواء والمساعدات يمثل جريمة حرب مكتملة الأركان، وهو ما يستدعي تحركًا عربيًا وإسلاميًا عاجلًا.

كما شددت على أن كسر الحصار عن غزة لم يعد مطلبًا إنسانيًا فحسب، بل ضرورة استراتيجية للحفاظ على صمود الشعب الفلسطيني في وجه محاولات التهجير والتصفية.

البعد القانوني والدولي

اعتبرت الجبهة الشعبية أن أحد أهم المسارات التي يجب أن تركز عليها القمة العربية الإسلامية هو المسار القانوني الدولي.

وطالبت بتكثيف الجهود لتوثيق الجرائم الإسرائيلية وتقديم ملفات متكاملة إلى المحكمة الجنائية الدولية، وملاحقة قادة الاحتلال على جرائمهم ضد المدنيين.

كما دعت إلى إطلاق حملة دبلوماسية عربية وإسلامية منسقة للضغط على الأمم المتحدة ومجلس الأمن من أجل فرض عقوبات على إسرائيل وإلزامها بوقف العدوان.

مفترق طرق أمام القمة

اختتمت الجبهة الشعبية بيانها بالتأكيد على أن "دماء غزة تستصرخ الضمير العربي والإسلامي والإنساني"، مشيرة إلى أن القمة العربية الإسلامية الاستثنائية في الدوحة تمثل مفترقًا مصيريًا في تحديد الموقف العربي والإسلامي من العدوان الإسرائيلي.

وقالت إن الوقت قد حان لوقف هذه الحرب المدمرة، ولترجمة الدعم اللفظي للقضية الفلسطينية إلى قرارات عملية على الأرض، تضمن حماية المدنيين، محاسبة الاحتلال، وإنهاء الحصار.

التعليقات (0)