"مؤسسة غزة الإنسانية": أداة قتل تحت غطاء الإغاثة

الأورومتوسطي: الاحتلال ارتكب مذبحة بشعة بحق مجوّعين شمال غزة… والهدف "الإبادة الجماعية"

profile
  • clock 20 يوليو 2025, 2:33:09 م
  • eye 423
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

إسرائيل تغدر بالمدنيين بعد مطالبتهم برفع الأيدي وتطلق النار على طالبي المساعدات

أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن جيش الاحتلال الإسرائيلي ارتكب اليوم الأحد واحدة من أبشع المذابح بحق مدنيين فلسطينيين مجوعين، شمالي قطاع غزة، حين أمرهم بالتقدم ورفع أيديهم كعلامة استسلام، ثم أطلق النار عليهم مباشرة دون أن يشكّلوا أي تهديد، ما أدى إلى استشهاد 67 مواطنًا، وإصابة العشرات بجراح متفاوتة.

وفي بيان تفصيلي أصدره اليوم، قال المرصد إن ما حدث هو جريمة قتل عمد متكاملة الأركان، لا يمكن تبريرها بأي ذريعة أمنية أو عسكرية، وتُضاف إلى سجل جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، عبر القتل والتجويع والتهجير.

المذبحة في منطقة “الواحة” شمال غرب غزة: خدعة مميتة تنتهي بالرصاص

أفاد فريق المرصد أن آلاف المدنيين توجّهوا منذ ساعات الفجر إلى منطقة الواحة شمال غرب غزة بعد أنباء عن وصول شاحنات محمّلة بالطحين والمساعدات من معبر زيكيم.
وبحسب التوثيق، أطلقت قوات الاحتلال نداءات عبر مكبرات الصوت تطلب من المدنيين رفع أيديهم والمرور من أمام الدبابات، واعدةً بمنحهم الطحين. لكن ما إن اقترب نحو 200 شخص، حتى أُطلق عليهم نيران كثيفة مباشرة نحو الرؤوس، ليسقط العشرات قتلى على الفور، ويُصاب آخرون بجراح خطيرة.

مجزرة أخرى في رفح: 6 شهداء قرب نقطة توزيع مساعدات

وثق المرصد أيضًا استشهاد 6 مدنيين آخرين في مدينة رفح أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات تديرها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، والتي اتُهمت بأنها تعمل كساتر إجرامي يستخدمه الاحتلال لاستدراج المدنيين إلى مصائد موت جماعية.

استخدام المساعدات كمصيدة قتل: انتهاك ممنهج للقانون الدولي

شدد الأورومتوسطي على أن استغلال نقاط توزيع المساعدات لاستدراج المدنيين الجوعى ثم قتلهم، يُعد جريمة غير مسبوقة تمثل:

انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني

جريمة حرب بموجب نظام روما الأساسي

جريمة ضد الإنسانية لما فيها من قتل واضطهاد وأفعال لا إنسانية تُسبب معاناة جسدية ونفسية جسيمة

نية واضحة للإبادة الجماعية: تصريحات رسمية وسلوك ميداني ممنهج

أكد المرصد أن ما يجري يتجاوز جرائم الحرب إلى جريمة إبادة جماعية وفق اتفاقية منع جريمة الإبادة لسنة 1948، حيث يتوفر:

القتل المتعمّد لأفراد الجماعة الفلسطينية

فرض ظروف معيشية مميتة بهدف إهلاك السكان

منع وصول الغذاء والماء والمساعدات

تدمير شامل لمقومات البقاء

وأوضح أن التصريحات الصادرة عن مستويات سياسية وعسكرية إسرائيلية، إلى جانب الممارسات على الأرض، تشكل دليلًا على النية المعلنة لتدمير السكان الفلسطينيين كليًا أو جزئيًا.

"مؤسسة غزة الإنسانية": أداة قتل تحت غطاء الإغاثة

حمّل المرصد "مؤسسة غزة الإنسانية"، ذات التمويل والتنسيق الإسرائيلي-الأمريكي، مسؤولية مباشرة عن الجرائم المرتكبة في مواقع توزيع المساعدات، مطالبًا:

بوقف عمل المؤسسة فورًا

فتح تحقيق دولي مستقل في أنشطتها

محاسبة مسؤوليها ومشغّليها أمام المحاكم الدولية والوطنية

وأكد أن المؤسسة فُرضت قسرًا كبديل عن الآلية الأممية السابقة لتوزيع المساعدات، في إطار سيطرة الاحتلال الكاملة على آليات الموت والمجاعة.

دعوة للمحاسبة الدولية ووقف الدعم للدول المتواطئة

طالب الأورومتوسطي بما يلي:

فتح تحقيقات جنائية دولية ضد كل من ساهم أو سهّل ارتكاب الجرائم في غزة، بما في ذلك قادة الدول الداعمة للاحتلال

تنفيذ مذكرات القبض الصادرة عن المحكمة الجنائية الدولية بحق المسؤولين الإسرائيليين

مساءلة الأفراد والشركات الأمنية المرتبطة بمؤسسة غزة الإنسانية

تحمّل المجتمع الدولي مسؤوليته القانونية لوقف المجازر الجارية وفرض المساءلة

قتل الجوعى سياسة ممنهجة... وصمت العالم مشاركة في الجريمة

أكد المرصد الأورومتوسطي أن ما يحدث في غزة ليس مجرد مآسٍ متفرقة، بل سياسة ممنهجة للإبادة، تُنفذ بأدوات متعددة منها الجوع، القصف، والإذلال الجماعي، وسط تواطؤ دولي وتقاعس قاتل.

التعليقات (0)