إيران في مواجهة الاختراق الإسرائيلي: تحصين الداخل وكشف الشبكات

profile
  • clock 16 يونيو 2025, 3:55:39 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في ظل تصاعد التوترات بين إيران والاحتلال الإسرائيلي، تكثّفت الجهود الأمنية الإيرانية لرصد وتفكيك شبكات التجسس والعملاء المرتبطين بإسرائيل في الداخل الإيراني. وكشفت الأجهزة الأمنية والشرطية، خلال الأيام الماضية، عن سلسلة عمليات نوعية أفشلت محاولات اختراق أمني خطيرة، في مؤشر على دور حرب الظل والمواجهة الاستخبارية مع تصاعد الحرب بين إيران والكيان المحتل.

إحباط هجوم خطير في مدينة ري

في واحدة من أبرز العمليات، أعلن قائد الشرطة الإيرانية اللواء أحمد رضا رادان عن إحباط عملية إرهابية كبرى كانت تستهدف مدينة ري. ووفق التصريحات الرسمية، تمكنت وحدات الشرطة، بدعم من المواطنين الذين أبلغوا عبر الخط الساخن، من تعقّب وتفكيك خلية إرهابية كانت تخطط لهجوم كبير باستخدام أكثر من 200 كغ من المتفجرات، وطائرات مسيّرة جاهزة للعمل، بالإضافة إلى طائرات تجسس صغيرة.

الخلية التي تم رصدها وضبط معداتها كانت تضم عناصر مكلفة بنقل وتسليم المعدات، وقد تم القبض عليهم خلال العملية، في ما وصفه رادان بأنه "نجاح مشترك بين الشعب وقوات الأمن في إفشال مشروع إسرائيلي داخلي".

دعوة "المخدوعين" للعودة

في لهجة تحذيرية حملت في طياتها عرضًا للصفح، وجّه رادان رسالة مباشرة لمن وصفهم بـ"الوطنيين الذين وقعوا في فخ العدو"، داعيًا إياهم إلى العودة والتوبة، والاستفادة من "رأفة النظام الإسلامي"، محذّرًا في الوقت ذاته من أن من يواصل "الخيانة" سيواجه مصيرًا مشابهًا للعدو في ساحات القتال.

هذا الخطاب يعكس محاولة السلطات استيعاب شريحة من المتعاونين المحتملين عبر الجمع بين الردع والإغراء، وهو تكتيك مألوف في المواجهات الأمنية الداخلية.

تصدي الدفاعات الجوية لهجوم تبريز

في موازاة التحركات الاستخباراتية، شهدت مدينة تبريز تصديًا مباشرًا لمحاولة هجوم صاروخي إسرائيلي استهدف محيط مطار شهيد مدني. وقد أعلنت السلطات المحلية في أذربيجان الشرقية أن منظومات الدفاع الجوي نجحت في اعتراض الأهداف المعادية بدقة وكفاءة عالية، ما منع تحقيق أي اختراق أو خسائر.

مدير إدارة الأزمات في المحافظة شدد على أن الوضع الأمني مستقر وتحت السيطرة، داعيًا المواطنين إلى تجاهل الشائعات، في حين جرى تأكيد الجاهزية العالية لمنظومات الدفاع الجوية في مختلف المناطق الحيوية.

تفكيك شبكة تجسس معقدة في طهران

على الصعيد الأمني، كشفت الجهات القضائية عن تفاصيل إحدى أكبر العمليات ضد شبكة تجسس إسرائيلية في طهران، حيث تم فتح 15 ملفًا قضائيًا شمل 28 متهمًا بالتعاون مع الموساد.

التحقيقات أظهرت أن عناصر الشبكة أنشأوا ما يشبه القاعدة التدريبية في منازل آمنة، حيث كانوا يتلقون تدريبات على تشغيل وتوجيه الطائرات المسيّرة، وتحديد الأهداف وتنفيذ الهجمات، فضلًا عن مهام تصوير منشآت عسكرية حساسة، والقيام بحملات دعائية تهدف إلى تقوية صورة الاحتلال الإسرائيلي.

وفي إحدى أبرز القضايا، وُجّهت إلى أربعة متهمين تهمة "التعاون مع دول معادية" من خلال إنشاء وتشغيل منشآت ميدانية داخلية لخدمة أهداف إسرائيلية. كما شملت التهم أيضًا حيازة أسلحة غير مرخّصة، وبيع سلاح صيد بصورة غير قانونية، والانتماء لتنظيمات معادية.

حرب الظل: الداخل كساحة مواجهة

تعكس هذه العمليات تطورًا لافتًا في طبيعة المواجهة بين إيران وإسرائيل، حيث بات الداخل الإيراني ميدانًا متزايد السخونة في "حرب الظل" بين الجانبين. وتُظهر المعلومات المتاحة أن الموساد يركّز على بناء شبكات محلية قادرة على تنفيذ أعمال تخريب وتجسس، في حين تكثف إيران من جهودها الاستباقية لتفكيك هذه البنى، بدعم من المواطنين والمؤسسات الأمنية والعسكرية.

هذا التحوّل في ساحة الصراع يشير إلى أن المواجهة لم تعد مقتصرة على الحدود أو عبر الوكلاء، بل انتقلت إلى العمق، حيث تتقاطع الاستخبارات مع الأمن القومي، وتصبح الحرب النفسية جزءًا من المشهد، بما تحمله من رسائل تحذيرية ودعوات للتوبة واستعراض للقوة والجاهزية.

التعليقات (0)