دلالات سياسية: رسالة مزدوجة للاحتلال والمجتمع الدولي

إغارة "القسام" في خان يونس: ضربة نوعية تُربك الاحتلال وتعيد رسم معادلات المعركة

profile
  • clock 6 يوليو 2025, 12:56:32 م
  • eye 454
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
إغارة "القسام" في خان يونس:

محمد خميس

في مشهد ميداني قلب التوقعات وبدّد أوهام السيطرة، نفذت كتائب القسام – الجناح العسكري لحركة "حماس" – عملية إغارة نوعية في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة، استهدفت فيها قوات وآليات الاحتلال الإسرائيلي، في توقيت دقيق وموقع حساس، يحمل دلالات استراتيجية تتجاوز البعد الميداني.

العملية: احتراف تكتيكي وجرأة ميدانية

العملية التي وثقتها كتائب القسام بعدة زوايا وبثّت مقاطع مصوّرة منها، شملت:

استهداف دبابتين من طراز ميركافا بعبوات "شواظ" المتطورة، في إطار ما وصفته "بالعمل الفدائي".

ضرب ناقلة جند بقذيفة "الياسين 105".

الاشتباك المباشر مع قوة إنقاذ إسرائيلية حاولت التدخل.

كما شملت العملية استهداف ثلاث ناقلات جند أخرى في منطقتي المجمع الإسلامي وشارع البيئة وسط المدينة، ما يُظهر حجم التوسع في التخطيط الميداني والتوزيع العملياتي.

دلالات عسكرية: المقاومة تهاجم لا تدافع فقط

يرى خبراء عسكريون أن العملية تشكّل نقلة نوعية في أداء المقاومة الفلسطينية، خصوصًا بعد مرور أكثر من 640 يومًا على بدء العدوان، حيث بدا أن الاحتلال يظن أن القبضة الأمنية والعسكرية قد اكتملت على القطاع.

لكن، وعلى عكس هذا التصور، جاءت العملية لتؤكد:

استمرار قدرة المقاومة على المبادرة الميدانية.

امتلاكها معلومات دقيقة حول تحركات قوات الاحتلال.

النجاح في تنفيذ عمليات معقدة في مناطق يُفترض أنها تحت "السيطرة العسكرية الإسرائيلية".

دلالات سياسية: رسالة مزدوجة للاحتلال والمجتمع الدولي

سياسيًا، تنقل العملية رسائل واضحة:

للاحتلال: لا يمكن تحقيق "نصر عسكري" أو فرض وقائع على الأرض طالما أن المقاومة ما زالت تضرب في عمق التمركزات.

وللمجتمع الدولي: أن صمود غزة ليس فقط دفاعيًا، بل يتجدد في صور مقاومة نشطة وفعالة رغم الجوع والمجازر.

كما تأتي العملية بالتزامن مع تحركات سياسية تجري في الدوحة والحديث عن تهدئة، ما يجعلها أداة ضغط إضافية لضمان أن أي اتفاق لن يكون مشروطًا بالاستسلام أو نزع السلاح.

خسائر الاحتلال... اعتراف نادر

اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي وإصابة آخرين، بينهم قائد سرية، في العملية، وهو اعتراف نادر في ظل سياسة التعتيم التي يتبعها في تغطية خسائره البشرية والميدانية.

المقاومة مستمرة رغم الانتهاكات

ورغم أن الاحتلال استأنف عدوانه بعد خرقه اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 19 يناير الماضي، إلا أن فصائل المقاومة في غزة تواصل التصدي للعدوان المتواصل، وتستخدم وسائل تكتيكية مختلفة، بما في ذلك الكمائن، والتفجير عن قرب، والقنص، وتدمير الآليات الثقيلة.

السياق الإنساني... جريمة مستمرة

كل ذلك يجري بينما يواصل الاحتلال، بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية بحق أكثر من مليوني فلسطيني، حيث بلغ عدد الضحايا أكثر من 193 ألفًا بين شهيد وجريح، مع أكثر من 11 ألف مفقود، في ظل نزوح قسري ومجاعة خانقة ودمار هائل.

التعليقات (0)