هل نحن أمام مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة؟

إسرائيل تغتال مقاومين في النبطية.. وعباس عراقجي في بيروت في توقيت حساس

profile
  • clock 2 يونيو 2025, 2:53:26 م
  • eye 435
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
عباس عراقجي

محمد خميس

تصعيد ميداني ورسائل دبلوماسية متبادلة في قلب التوتر الإقليمي

هجوم إسرائيلي جديد على النبطية: تصعيد مدروس أم تمهيد لمواجهة أوسع؟

في إطار التصعيد المتواصل على الجبهة اللبنانية، نفّذت طائرات الاحتلال الإسرائيلي غارة جوية استهدفت مدينة النبطية جنوبي لبنان، أسفرت عن استشهاد عدد من عناصر المقاومة.
وبحسب مصادر ميدانية، فإن الهجوم طال مبنى سكنيًا يُشتبه في استخدامه من قبل مقاتلين تابعين لحزب الله، ما أدى إلى دمار واسع وسقوط شهداء وجرحى، في تصعيد اعتبره مراقبون محاولة إسرائيلية لرفع منسوب الضغط العسكري على حزب الله.

وتأتي هذه الضربة في وقت حساس سياسيًا وميدانيًا، حيث تسعى إسرائيل إلى تحقيق مكاسب عسكرية محدودة دون الانزلاق إلى حرب شاملة، لكنها في الوقت نفسه تبعث برسائل مباشرة إلى طهران وبيروت بأن معادلة الردع قد دخلت مرحلة جديدة من التحدي.

زيارة عراقجي إلى بيروت: توقيت لا يمكن تجاهله

في موازاة التصعيد الميداني، وصل الدبلوماسي الإيراني البارز عباس عراقجي إلى بيروت في زيارة غير معلنة مسبقًا، ما أثار العديد من التساؤلات حول توقيت الزيارة وأهدافها السياسية والاستراتيجية.
وتزامنت زيارة عراقجي مع تصاعد التوترات العسكرية على الحدود اللبنانية–الفلسطينية، ما يعزز فرضية أن إيران تتابع عن كثب التطورات الميدانية، وتسعى لتنسيق أوسع مع حلفائها في لبنان، خاصة حزب الله.

وبحسب مصادر دبلوماسية، فإن جدول أعمال الزيارة يتضمن لقاءات مع مسؤولين لبنانيين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى مشاورات مع قيادة المقاومة، في سياق التحضير لأي تصعيد محتمل، وتقييم الموقف الإقليمي بعد التطورات الأخيرة في غزة وسوريا.

دلالات الزيارة والغارة: تداخل أمني وسياسي يفتح الأبواب لاحتمالات جديدة

تشير المعطيات إلى أن الزيارة الإيرانية والغارة الإسرائيلية لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض. فإسرائيل، من خلال استهداف النبطية، ربما تسعى إلى إرسال تحذير مبكر لإيران عبر الساحة اللبنانية، مفاده أن أي تعزيز للدعم الإيراني لحزب الله سيقابل برد ميداني مباشر.

في المقابل، فإن وجود شخصية بحجم عباس عراقجي في بيروت يعكس رغبة طهران في تأكيد دعمها السياسي والعسكري لمحور المقاومة، وتهيئة الأرضية لأي تحركات قادمة قد تشمل تنسيقًا عسكريًا أكبر أو خطوات ردّ محسوبة في حال تصاعد المواجهة.

هل نحن أمام مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة؟

وسط هذا المشهد المتشابك، تبدو المنطقة أمام مرحلة جديدة من المواجهة المفتوحة والمتعددة الجبهات، حيث تتداخل الغارات الجوية مع التحركات الدبلوماسية، وتتلاقى الرسائل بين طهران وتل أبيب عبر بيروت وغزة ودمشق.
وفي ظل استمرار العدوان على غزة، والضغوط الدولية على إسرائيل، والمناورات الإيرانية الإقليمية، يبدو أن اللبناني الجنوبي عاد مجددًا إلى قلب معادلة الردع، ما ينذر بأن الأيام المقبلة قد تحمل تطورات أكثر حرجًا وحساسية.

التعليقات (0)