المظاهرات في الداخل: الشارع يغلي

نتنياهو تحت الحصار: الضغوط تتصاعد واستعادة الأسرى مقابل وقف الحرب؟

profile
  • clock 2 يونيو 2025, 2:41:06 م
  • eye 452
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
نتنياهو

محمد خميس

احتجاجات في الشارع الإسرائيلي وتصدع داخل الائتلاف الحاكم يضعان رئيس الوزراء أمام معادلة صعبة

تصاعد الضغوط السياسية والشعبية على نتنياهو

يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أحد أكثر فصول حكمه تعقيداً، إذ تتصاعد الضغوط داخليًا وخارجيًا مع استمرار الحرب على غزة وارتفاع كلفة الصراع. ويتزايد الحديث في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية عن مطالبات متنامية بوقف الحرب مقابل استعادة الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية، وسط تدهور صورة الحكومة وتراجع ثقة الشارع بها.

وبينما يحاول نتنياهو الحفاظ على تماسك ائتلافه اليميني، تتكثف الدعوات من قبل عائلات الأسرى والنخب العسكرية والسياسية إلى إيجاد حل سياسي يُنهي المعركة ويُعيد الجنود والمدنيين المحتجزين.

المظاهرات في الداخل: الشارع يغلي

من جهة أخرى، يشهد الداخل الإسرائيلي موجة احتجاجات واسعة النطاق، خاصة في تل أبيب والقدس المحتلة، حيث تخرج المظاهرات أسبوعيًا مطالبة بإقالة الحكومة، وإنهاء الحرب، واستعادة الأسرى.
وتُشارك في هذه المظاهرات عائلات الأسرى وجنود الاحتياط المسرّحين بالإضافة إلى قادة سابقين في الجيش والموساد، ما يعكس اتساع رقعة الغضب الشعبي.

اللافت أن هذه الاحتجاجات لم تعد محصورة في إطار إنساني أو حقوقي، بل تحولت إلى حراك سياسي يهدد بقاء نتنياهو في السلطة، خاصة مع تزايد التذمر من الأداء العسكري والسياسي في إدارة المعركة.

توازن القوى داخل الحكومة الإسرائيلية: تصدعات عميقة

في المقابل، يُواجه نتنياهو انقساماً متزايداً داخل حكومته الائتلافية، حيث يطالب جناح اليمين المتطرف بمواصلة العمليات العسكرية حتى "القضاء على حماس"، بينما تبرز أصوات داخل الليكود والجيش تدعو إلى تسوية سياسية تشمل صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق نار.

ويظهر التباين جليًا بين شخصيات مثل بيني غانتس، عضو المجلس الوزاري المصغر، الذي يلوّح بالاستقالة إذا لم تتغير بوصلة الحكومة، في مقابل تشدد شخصيات مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش الداعين إلى استمرار الحرب بأي ثمن.

هذه التناقضات تعكس حالة من الشلل داخل صناعة القرار السياسي الإسرائيلي، وتضع نتنياهو بين خيارين أحلاهما مر: إما مواجهة الانهيار الداخلي، أو تقديم تنازلات استراتيجية تُعدّ محرجة لتياره السياسي.

استعادة الأسرى: ورقة ضغط تتعاظم

أمام هذا المشهد، تبدو قضية الأسرى ورقة ضغط متزايدة. فقد تحوّلت إلى أولوية في الشارع الإسرائيلي، وصارت تُستخدم ضد الحكومة التي لم تُحرز أي تقدم ملموس في هذا الملف منذ أشهر.

وتشير تقديرات أمنية إلى أن صفقة تبادل أسرى هي المخرج الأقرب لإنهاء الحرب أو على الأقل تهدئتها، ما يُعزز موقف التيارات السياسية الداعية إلى إنهاء العمليات العسكرية والبدء بمفاوضات غير مباشرة.

نتنياهو بين مطرقة اليمين وسندان الشارع

بات واضحاً أن نتنياهو محاصر بين ضغط الشارع وتصدعات داخل حكومته، في وقت لم يعد فيه بإمكانه كسب المعركة دون خسائر سياسية داخلية. ومع تزايد الدعوات لوقف الحرب، واستعادة الأسرى، وإجراء انتخابات مبكرة، تبدو مستقبل الحكومة الإسرائيلية على المحك.

التعليقات (0)