المساعدات الإنسانية.. مصائد موت بدل الإغاثة

غزة على شفا الانهيار: كارثة اقتصادية غير مسبوقة و90% من السكان دون دخل

profile
  • clock 2 يونيو 2025, 3:06:44 م
  • eye 443
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

محمد خميس

انهيار اقتصادي شامل: غزة بلا دخل ولا أفق

تشهد غزة واحدة من أسوأ الأزمات الاقتصادية في تاريخها الحديث، إذ يكشف تقرير اقتصادي حديث أن 90% من سكان القطاع يعيشون اليوم دون دخل ثابت أو مصدر رزق مستقر، في ظل تدمير شامل للبنية التحتية، وغياب شبه تام للقطاعات الإنتاجية.
وتُشير التقديرات إلى أن القطاعات الحيوية مثل الصناعة، الزراعة، التجارة، والصيد البحري قد توقفت كليًا أو جزئيًا بفعل القصف المتواصل والحصار الممتد، ما أدى إلى انهيار شامل في دورة الاقتصاد المحلي.

الوضع الميداني: حرب شاملة تطال كل شيء

لا يمكن فصل الكارثة الاقتصادية عن الأوضاع الميدانية الكارثية التي تعيشها غزة منذ بداية الحرب في أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تسببت الغارات الجوية والقصف المدفعي الإسرائيلي المستمر في تدمير آلاف المنشآت التجارية والصناعية والزراعية، إلى جانب البنية التحتية الأساسية من كهرباء ومياه وطرق.
ويُضاف إلى ذلك الدمار الواسع في المساكن والمنشآت التعليمية والصحية، مما جعل الحياة اليومية مستحيلة، وأفقد المجتمع الغزي القدرة على العمل أو الإنتاج.

المساعدات الإنسانية.. مصائد موت بدل الإغاثة

ورغم دخول بعض قوافل الإغاثة، إلا أن العديد من المساعدات تحوّلت إلى مصائد موت، بحسب وصف التقرير، حيث تُستهدف نقاط التوزيع بشكل مباشر، أو تُحتجز لساعات وأيام عند المعابر، ما يؤدي إلى فساد المواد الغذائية وحرمان الآلاف منها.
كما أن المساعدات المقدّمة لا تكفي لسد أدنى الحاجات الأساسية في ظل دمار الأسواق، وارتفاع أسعار السلع القليلة المتوفرة في السوق السوداء بنسبة تفوق 300%.

الانهيار الاجتماعي.. أزمة مركبة في عمق المجتمع

الآثار الاقتصادية امتدت إلى تفكيك النسيج الاجتماعي، حيث ارتفعت معدلات البطالة إلى أكثر من 85%، وسُجلت حالات غير مسبوقة من الفقر المدقع والتسوّل والاعتماد على الإعانات.
وفي ظل هذا الواقع، ازدادت الأمراض النفسية والانهيارات العصبية، لا سيما في صفوف النساء والأطفال، وسط انعدام الرعاية الصحية، وفقدان الأدوية والخدمات الأساسية.

هل من أفق للحل؟ العالم مطالب بتحرك فوري

يحذر خبراء اقتصاديون وإنسانيون من أن غزة مقبلة على مجاعة جماعية إذا استمر الوضع كما هو، داعين إلى تحرك دولي عاجل لا يقتصر على المساعدات المؤقتة، بل يشمل وقف العدوان، ورفع الحصار، وتمكين القطاع من إعادة الإعمار وعودة الدورة الاقتصادية تدريجيًا.
كما يُطالب التقرير بضرورة ضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، وتوفير الحماية للمرافق والمنشآت الإغاثية، لضمان أن لا تتحول الإغاثة إلى أدوات للضغط أو وسيلة للقتل البطيء.

 غزة تنزف اقتصاديًا.. والنجدة مطلوبة فورًا

في ضوء هذا المشهد القاتم، يؤكد التقرير أن غزة لم تعد فقط ساحة حرب عسكرية، بل أصبحت نموذجًا لانهيار اقتصادي واجتماعي شامل، مشيرًا إلى أن ترك الوضع يتفاقم دون تدخل جذري سيكون وصمة عار على جبين المجتمع الدولي.

التعليقات (0)