تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

في خطوة تُعد من أخطر مراحل التصعيد في الصراع بين إسرائيل وإيران، أعلن الجيش الإسرائيلي عن تصفية تسعة من أبرز العلماء والخبراء في البرنامج النووي الإيراني. هذه العملية تمثل ضربة موجهة للمجال العلمي والتقني في إيران، وتكشف عن انتقال المواجهة إلى مستويات أكثر دقة واستهدافًا للبنية التحتية البشرية في المشروع النووي الإيراني.

الأهداف: نخبة من العقول العلمية الإيرانية

وفق بيان رسمي صادر عن الجيش الإسرائيلي، فقد شملت قائمة المستهدفين تسعة من كبار العلماء والخبراء في مجالات الذرة والفيزياء والهندسة الكيميائية، وهم:

فريدون عباسي – خبير في الهندسة الذرية.

محمد مهدي طهرانجي – متخصص في الفيزياء النووية.

أكبر مطلب زاده – خبير في الهندسة الكيميائية.

سعيد برجي – مهندس متخصص في هندسة المواد.

أمير حسن فكهي – فيزيائي بارز.

عبد الحميد منوشهر – خبير في فيزياء المفاعلات النووية.

منصور عسكري – فيزيائي نووي.

أحمد رضا ذو الفقاري دارياني – مهندس في مجال الذرة.

علي باكوايي كتريمي – عالم في هندسة الميكانيك.

خلفية العملية: استهداف الكفاءات لا البنى فقط

يُشير هذا التطور إلى تحول نوعي في استراتيجية إسرائيل تجاه البرنامج النووي الإيراني. فبدلاً من التركيز فقط على تدمير المنشآت النووية أو ضرب المراكز البحثية، باتت السياسة الإسرائيلية تركز على "تجفيف منابع المعرفة"، من خلال استهداف الكفاءات البشرية التي تقف وراء هذا المشروع.

التداعيات المحتملة: تصعيد جديد واستفزاز مباشر

من الواضح أن تصفية علماء بهذا المستوى لا يمكن أن تمر دون رد. فقد يعتبرها الجانب الإيراني انتهاكًا صارخًا للسيادة، واستفزازًا مباشرًا يستدعي ردًا عسكريًا أو استخباراتيًا. كما أن هذه الضربة قد تُحدث فجوة كبيرة في البرنامج النووي الإيراني، لا سيما أن الأسماء المستهدفة تمثل نخبة علمية يصعب تعويضها بسهولة.

السياق الإقليمي: احتقان وتصعيد متعدد الجبهات

تأتي هذه التطورات في سياق إقليمي شديد التوتر، حيث تتصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل على عدة مستويات، من الضربات الجوية إلى الحرب السيبرانية، مرورًا بالعمليات الاستخباراتية. وتُضاف هذه العملية إلى سلسلة من الأحداث التي قد تقود المنطقة نحو مرحلة جديدة من الصراع المفتوح.