-
℃ 11 تركيا
-
15 يونيو 2025
تحليل استخباري: ماذا يعني استهداف قيادات الحرس الثوري والبرامج النووية الإيرانية؟
مرحلة جديدة من الحرب
تحليل استخباري: ماذا يعني استهداف قيادات الحرس الثوري والبرامج النووية الإيرانية؟
-
14 يونيو 2025, 12:03:36 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
في تصعيد لافت ومثير للتساؤلات، تكثّفت مؤخرًا عمليات استهداف قيادات بارزة في الحرس الثوري الإيراني بالإضافة إلى خبراء ومراكز مرتبطة بالبرنامج النووي الإيراني. هذا التصعيد لا يبدو عشوائيًا، بل يُشير إلى تحوّل في طبيعة المواجهة بين إسرائيل وإيران، من مواجهة تقليدية إلى حرب استخبارات دقيقة وموجهة نحو الأعصاب الحساسة للدولة الإيرانية.
استهداف الحرس الثوري: ضربة للذراع العسكري الإيراني
يُعد الحرس الثوري الإيراني العمود الفقري للنفوذ الإيراني في الإقليم، وله دور محوري في إدارة العمليات العسكرية والسياسية سواء داخل إيران أو خارجها، من العراق وسوريا إلى لبنان واليمن. وعليه، فإن استهداف قادة في الحرس الثوري ليس مجرد عمل عسكري تقليدي، بل هو بمثابة رسالة واضحة بأن القدرات الاستخبارية للخصوم أصبحت قادرة على اختراق الدوائر العليا للنظام الإيراني.
ومن جهة أخرى، فإن هذه الاستهدافات تمثل محاولة جادة لشلّ قدرة إيران على التنسيق العسكري مع وكلائها في المنطقة، وتقليص مساحة تأثيرها الإقليمي.
العلماء النوويون: الضربة في عمق المشروع الإيراني
في موازاة ذلك، جاءت عمليات تصفية عدد من كبار العلماء والخبراء العاملين في البرنامج النووي الإيراني، ما يكشف عن توجه استراتيجي لضرب "العقل المفكر" لهذا المشروع، وليس فقط منشآته. ومن بين الأسماء التي أُعلن عن تصفيتها: فريدون عباسي، محمد مهدي طهرانجي، وأكبر مطلب زاده، وكلهم من النخبة العلمية النووية الإيرانية.
ويُعتبر هذا التحول النوعي في سياسة الاستهداف محاولة متعمدة لخلق فجوة معرفية وعلمية في البرنامج النووي، الأمر الذي قد يُعيق تقدمه لسنوات.
في ظل هذه التطورات، اتجهت إيران نحو الرد بأساليب غير تقليدية، سواء عبر أذرعها في المنطقة أو عبر هجمات سيبرانية أو اغتيالات مضادة. كما يُرجح أن تُسارع إلى تعزيز الحماية الأمنية حول منشآتها وشخصياتها المؤثرة، في محاولة لتدارك الثغرات الأمنية.
مرحلة جديدة من الحرب
بناءً على ما سبق، يبدو أن الصراع بين إسرائيل وإيران قد دخل مرحلة جديدة، عنوانها الحرب الاستخباراتية العميقة. هذه الحرب تستهدف بنية الدولة من الداخل، وتعتمد على الضربات الدقيقة والمؤثرة بدلًا من المواجهة المباشرة، وهو ما يُنذر بتطورات أكثر حساسية في الفترة القادمة.







