أوامر عسكرية مباشرة: "اقتل.. اقتل".. جنود الاحتلال يعترفون بتنفيذ مجازر في غزة

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 8:39:20 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: شيماء مصطفى

نشرت صحيفة هآرتس تحقيقاً تضمن شهادات صادمة لعنصرين في قوات الاحتلال الإسرائيلي — أحدهما جندي في القوات البرية والآخر قناص من لواء "ناحال" — وصفا تجاربهما في جبهات قطاع غزة وما يعانيانه من ضغط نفسي وسلوكيات قتالية أثارت جدلاً واسعاً داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجه.

جندي: توسّلت لقياداتي للإعفاء

قال الجندي إنّه توسّل إلى قياداته لعدم إعادة تكليفه في غزة لعدم قدرته على الصمود، لكنه أُعيد قسريًا إلى الجبهات. وصف حالته النفسية بأنه يعيش كـ«زومبي»، يستيقظ ليلاً متفجّر الأعصاب ويميل إلى العنف، وأضاف أنه حاول إيذاء نفسه عمداً عبر محاولة كسر قدمه كي يُستبعد من القتال، لكنه لم ينجح واُعيد إلى الخدمة رغم العرج الذي لحق به.

قناص: إطلاق 50–60 رصاصة يوميًا

وفي إفادة أخرى أكثر قتامة، قال قناص من لواء "ناحال" إن الضباط كانوا يصرخون عليه "اقتل.. اقتل" أثناء انتشاره قرب مراكز توزيع المساعدات، وإنه يطلق ما بين 50 و60 رصاصة يوميًا. أضاف أنه تردد أحيانًا قبل إطلاق النار قرب مراكز المساعدات، لكنه استسلم لضغط القادة، وأنه توقف عن احتساب عدد القتلى، مشيرًا إلى أن كثيرين منهم كانوا أطفالًا. ووصف القناص تأثير ذلك عليه نفسيًا: رائحة جثث الأطفال تطارد نومه، ويعاني من تبول ليلي خوفًا وقلقًا شديدين.

أثر الشهادات على الساحة الداخلية والإقليمية

تأتي هذه الشهادات بينما يتصاعد النقاش داخل الاحتلال بشأن التكلفة البشرية والنفسية للعمليات الطويلة في غزة، وإزاء مطلب القوى السياسية والمدنية بمساءلة أوضاع الجنود وتقييم سياسات القيادة العسكرية. كما ستزيد الإفادات الضغوط الدولية على إسرائيل فيما يخص حماية المدنيين واحترام القانون الإنساني الدولي.

خلط بين الضغوط النفسية والمسؤولية القانونية

المحللون الأمنيون يشيرون إلى أن حالات الانهيار النفسي لدى الجنود قد تكون متوقعة في نزاعات مطوّلة، لكنهم يؤكدون أيضاً أن الضغوط النفسية لا تُعفي عن مسؤولية الالتزام بالقوانين الدولية، وخصوصًا حماية المدنيين والمنشآت الإنسانية مثل مراكز المساعدات. دعوات من منظمات حقوقية سبق وأن طالبت بفتح تحقيقات مستقلة حال ورود ادعاءات عن استهداف مدنيين أو ارتكاب تجاوزات.

دعوات للتحقيق ودعم الجنود المصابين نفسيًا

مطالبات برلمانية وسياسية داخل الاحتلال تطالبهما بقوة: فتح تحقيقات مستقلة في أقوال الجنود، وتقديم رعاية نفسية طارئة للجنود المتأثرين، ومراجعة قواعد الاشتباك وإجراءات حماية المدنيين والمساعدات الإنسانية، لمنع تكرار مثل هذه الحوادث التي قد تؤدي إلى آثار إنسانية وقانونية جسيمة.

تساؤلات

تثير هذه الإفادات تساؤلات حول المستوى القيادي وأسلوب إدارة العمليات في ساحات القتال، وعن مدى توفر الضوابط والإشراف لمنع إساءة استخدام القوة. كما تبرز الحاجة الملحّة إلى تحقيقات واضحة وشفافة تضمن مساءلة المسؤولين وحماية المدنيين، فضلاً عن رعاية نفسية فعّالة للجنود الذين يواجهون ضغوطًا نفسية استثنائية.

التعليقات (0)