أكاديمي إسرائيلي: غزة تحولت لـ"مقبرة إنسانية" ووصمة ستلاحقنا إلى الأبد

profile
  • clock 30 مايو 2025, 11:04:56 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

عرض: عمرو المصري

قال الكاتب الإسرائيلي د. دوتان هاليفي، المحاضر في قسم تاريخ الشرق الأوسط وأفريقيا بجامعة تل أبيب، إن ما يجري في غزة لم يعد مجرد حرب، بل أصبح وصمة أخلاقية ستلاحق الإسرائيليين لأجيال. ففي نظره، القطاع تحوّل إلى "مقبرة إنسانية" تُسحق فيها الحياة تحت ركام الصواريخ والجوع والمرض، وسط عجز كامل عن تقديم أي خطة سياسية أو إنسانية أو حتى عسكرية متماسكة لما بعد هذا الدمار. ويؤكد هاليفي أن من لا تزال فيه ذرة من الإنسانية، عليه أن يرفض هذه الحرب الآن، لأنها لا تقتل الفلسطينيين فقط، بل تهدد ما تبقى من ضمير لدى المجتمع الإسرائيلي، وحتى مصير الأسرى الإسرائيليين أنفسهم الذين يُتركون للموت في الأنفاق.

وصمة الحرب ستلاحقنا

وأضاف هاليفي، في مقال نشره بموقع صحيفة يديعوت أحرونوت، أن استمرار الحرب لا يعني سوى تكرار مشاهد الأطفال المنتشَلين من تحت الأنقاض، والأسرى الذين يذبلون بلا أمل، والمدنيين الذين يُقصفون اعتمادًا على قرارات تصدرها أنظمة ذكاء اصطناعي. ويحذّر من أن العار الناتج عن هذه الممارسات سيلتصق بالجميع، حتى بمن آثروا الصمت أو الانشغال بمسلسل تلفزيوني أثناء قصف المدارس والمستشفيات. يتساءل: "ماذا سنقول لأطفالنا حين يسألون أين كنا عندما أُحرقت غزة؟ حين يموت الأطفال في الخيام من البرد أو يأكلون علف الحيوانات؟ حين يشاهدون المختطفين يتوسلون على شاشات هواتفنا؟" ويصف الكاتب هذه الأسئلة بأنها قادمة لا محالة، وستشكّل جرحًا أخلاقيًا مفتوحًا في الضمير الجماعي الإسرائيلي.

الحرب مستمرة والكارثة تتعمق

يحذّر هاليفي من أن ما مرّ من الحرب لا يختلف عن القادم منها، بل من المرجح أن الأسوأ لم يحدث بعد. فمع إطلاق عمليات عسكرية جديدة مثل "مركبات جدعون"، والخطط لتغيير الواقع الميداني، يتوقع أن تتفاقم الفظائع، وأن تستمر الحرب لأشهر قادمة. ومع كل يوم يمر، يُترك سكان غزة لمصيرهم: يموتون عطشًا أو جوعًا، بردًا أو قصفًا، مرضًا أو تحت الأنقاض، في ظل حصار مطبق وغياب أي أفق للنجاة. ويشير إلى أن الاحتلال لا يترك للفلسطينيين سوى الهلاك، وسط تهليل بعض "عطشى الدماء" في إسرائيل ممن يجدون في هذه المجازر متعةً وانتصارًا.

صرخة أخيرة للضمير

يختتم هاليفي مقاله بنداء شديد اللهجة: "من تبقّى فيه شيء من الإنسانية، عليه أن يقف ضد هذه الحرب الآن". فالمعركة لم تعد بين جيوش أو من أجل أهداف عسكرية، بل أصبحت مذبحة ضد بشر لا يملكون وسيلة للهرب أو الحياة. وبينهم، يذكّر الكاتب، يوجد أيضًا أسرى إسرائيليون، لن يُنقذهم استمرار هذه المجازر. لذلك، فإن لحظة "لا مزيد من المجازر" التي وعد بها التاريخ، يجب أن تكون الآن – لا لاحقًا.

التعليقات (0)