-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
كاتب إسرائيلي: الخطة الجديدة لمساعدات غزة محاولة مفضوحة لتجميل دورنا
كاتب إسرائيلي: الخطة الجديدة لمساعدات غزة محاولة مفضوحة لتجميل دورنا
-
30 مايو 2025, 8:52:46 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
عرض: عمرو المصري
قال الكاتب الإسرائيلي عوفر شيلح إن الخطة الجديدة بشأن غزة، والتي يتم تسويقها كآلية إنسانية لإدخال المساعدات دون إشراك حركة "حماس"، تُخفي خلفها كابوساً مرعباً. فظاهرها يوحي بأنها تسعى لتخفيف الضغط الدولي عن إسرائيل عبر إدخال مساعدات منظمة تمولها جهات أجنبية وتنفذها شركات خاصة ومرتزقة أمريكيون، لكنها في الجوهر، كما يقول، مشروع مرتجل ومشبوه، أُعدّ خلف الكواليس بمشاركة غامضة من ضباط في الخدمة ورجال أعمال مقنّعين وشركات مجهولة. ويرى شيلح أن الخطة لا تقدم إجابات واضحة حول التمويل أو آلية التوزيع أو سبل تأمين المواقع من الفوضى، ما يجعلها وصفة للفشل، بل وصفة لتحويل إسرائيل إلى المسؤول الوحيد عن كل كارثة إنسانية قادمة.
ثغرات الخطة.. ومخاطرها
وأضاف شيلح، في مقال بموقع قناة N12، أن هذه الخطة ليست سوى محاولة مفضوحة لتجميل دور إسرائيل في غزة بينما تظل هي المسؤولة المباشرة عن نتائجها المأساوية. فحتى لو كانت الخطة تهدف – كما يدّعي بعض المسؤولين – إلى إبقاء سكان غزة "فوق خط الجوع بقليل"، فإن السؤال المحوري هو: "من سيمنع حشود الجوعى من الانفجار؟ ومن سيواجه فوضى الانهيار الحتمي عندما تهاجم "حماس" مراكز التوزيع القليلة أو تنهار المنظومة اللوجستية بالكامل؟" وفق شيلح.
يشير شيلح إلى أن إسرائيل ستُحمّل كل الفشل، من جوع المدنيين إلى الفوضى الميدانية، ومن ممارسات المرتزقة إلى استمرار الموت اليومي في القطاع، من دون أن تحقّق حتى هدفاً عسكرياً واضحاً أو قابلاً للتحقيق.
مشروع أكبر: الاحتلال الكامل
ويؤكد الكاتب أن ما يجري لا يمكن فصله عن مشروع أكبر بكثير، تُدار خيوطه بصمت وتدريجياً. ففي دراسة نشرها "معهد القدس" وكتبها ضابطان احتياطيان متورطان في فضيحة "هرباز" الشهيرة، طُرحت رؤية تدعو إلى سيطرة إسرائيلية كاملة على غزة، تشمل توزيع المساعدات عبر شركات مدنية بإشراف عسكري، وتهيئة الظروف لتشجيع هجرة سكان القطاع. هذه الرؤية، بحسب شيلح، هي إعادة إحياء لفكرة الاحتلال العسكري الكامل، ولكن بأسلوب ناعم ومُموّه، عبر خطوات ظاهرها إنساني وجوهرها استعماري.
تهجير ممنهج واستيطان مقنّع
يرى شيلح أن الخطة في جوهرها تهدف إلى دفع السكان نحو مناطق ضيقة، وخلق واقع إنساني كارثي يجعل الحياة في غزة مستحيلة. هذا التدهور سيكون المبرر لتحلّ إسرائيل مكان الجهات المدنية، وتفرض حكمًا عسكريًا مباشرًا. ومع الوقت، ستبدأ سياسة "تشجيع الهجرة"، ما يعني عملياً التهجير القسري، تمهيداً للسيطرة الكاملة، وربما للاستيطان لاحقاً. وبهذا، تتحول الخطة من مشروع مساعدات إلى خطة تهجير جماعي وتغيير ديمغرافي، تجري تحت أنظار العالم وبمباركة الصمت الدولي.
كارثة بلا أفق سياسي
ويختتم شيلح مقاله بتساؤل مركزي: ما الذي ستحققه إسرائيل من كل ذلك؟ لا تطبيع مع السعودية، ولا شراكة إقليمية، ولا حل لمعضلة الأسرى، بل تكريس للعزلة الدولية وتعميق للأزمة الإنسانية التي تهدد بالانفجار. الأثمان التي ستدفعها إسرائيل، كما يحذر، دبلوماسية واقتصادية واجتماعية وعسكرية، وقد بدأ دفعها فعلياً. أما الرابح الحقيقي من كل هذا الخراب، فهم قلة من أصحاب النفوذ العسكري والمالي، الذين وجدوا في معاناة غزة فرصة للتربّح والنفوذ، حتى لو على حساب الأخلاق والمصالح الوطنية.










