-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
أزمة مياه خانقة في غزة: الاحتلال يستخدم "سلاح التعطيش" ضد أكثر من مليوني فلسطيني
أزمة تتجاوز السياسة... وتضرب في عمق الحياة الإنسانية
أزمة مياه خانقة في غزة: الاحتلال يستخدم "سلاح التعطيش" ضد أكثر من مليوني فلسطيني
-
29 يوليو 2025, 6:18:19 م
-
422
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
محمد خميس
البنية التحتية مدمرة ومحطات التحلية متوقفة
في ظل العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، تتفاقم أزمة المياه لتصبح واحدة من أخطر التحديات الإنسانية التي تهدد حياة أكثر من مليوني فلسطيني. حيث يشهد القطاع انهيارًا شبه كاملًا في البنية التحتية للمياه، مع توقف محطات التحلية، وتعطّل أغلب الآبار، وحرمان السكان من مصادر المياه النظيفة.
"سلاح التعطيش".. أداة حرب ممنهجة
منذ اندلاع العدوان في مارس/آذار الماضي، لجأت سلطات الاحتلال إلى استخدام "سلاح التعطيش" كأداة ضغط إضافية على المدنيين. فتم إغلاق المعابر، ومنع دخول الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومحطات التحلية، قبل أن يتم قطع إمدادات المياه من شركة "مكروت"، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية بشكل خطير.
96% من المياه غير صالحة للشرب
وفقًا لتقارير حقوقية، فإن أكثر من 96% من مياه غزة غير صالحة للشرب بسبب التلوث، وخلط مياه الشرب بمياه مالحة أو كيميائية، إضافة إلى توقف عمل محطات معالجة المياه. هذا الواقع يترك السكان أمام خيارات محدودة وخطيرة، حيث لا يجدون ماءً نظيفًا للشرب أو الاستخدام اليومي.
طوابير العطش تتكرر في كل مكان
يُشاهد يوميًا طوابير طويلة من الأهالي يصطفون أمام شاحنات المياه، في انتظار فرصة للحصول على جالون أو اثنين من الماء "الحلو"، الذي أصبح عملة نادرة في القطاع. ووفقًا لشهادات محلية، غالبًا ما تكون المياه ملوثة أو ذات طعم غريب، وتُباع بأسعار مرتفعة تصل إلى 4 شواكل للجالون الواحد.
رؤى القطاع، شابة من غزة، تقول: "ننتظر لساعات من أجل جالون ماء، وغالبًا ما يكون غير نقي... الماء سبب أمراضًا معوية لأطفالنا، لكن لا خيار أمامنا".
أما النازحة هنا أبو شعبان فتوضح أن المياه المتاحة "ذات طعم كلور قوي، ولا تصلح لا للشرب ولا للطهي"، مؤكدة أن محاولات تعقيمها بالغليان تفشل بسبب اختلاطها برماد النار.
أضرار جسيمة في قطاع المياه
بحسب تصريحات المهندس عصام النبيه، المتحدث باسم بلدية غزة، فإن إجمالي أضرار البنية التحتية لقطاع المياه تجاوز 75%، حيث تعرضت 63 بئرًا من أصل 80 لتدمير كلي أو جزئي نتيجة القصف الإسرائيلي. كما توقفت محطة التحلية الرئيسية في شمال غرب المدينة عن العمل.
وأشار النبيه إلى أن: "ما نضخه لا يتجاوز 12% من حاجة المدينة... نصيب الفرد اليومي لا يتجاوز 5 لترات، بينما المعيار الدولي يوصي بـ100 لتر للفرد".
كما أشار إلى أن أكثر من 100 ألف متر من خطوط شبكة المياه تضررت، خصوصًا في المناطق الشرقية من المدينة، حيث منعت قوات الاحتلال وصول الطواقم الفنية إلى محابس توزيع مياه "ميكروت".
كارثة صحية تلوح في الأفق
حذّرت بلدية غزة من أن شح المياه النقية يُنذر بكارثة صحية وبيئية، خاصة في مراكز الإيواء وخيام النازحين التي تشهد اكتظاظًا هائلًا. حيث بدأت الأمراض المعوية والجلدية في الانتشار، نتيجة تلوث المياه وسوء الصرف الصحي.
مطالبات عاجلة للمجتمع الدولي
ناشدت بلدية غزة والمؤسسات الحقوقية الجهات الدولية بضرورة الضغط على سلطات الاحتلال للسماح بما يلي:
إدخال كميات كافية من الوقود لتشغيل الآبار والمحطات.
معدات صيانة لإصلاح شبكة المياه المتضررة.
إعادة تشغيل محطات التحلية المتوقفة.
السماح للطواقم الفنية بالوصول إلى المناطق المتضررة.
إعادة تفعيل خطوط مياه "ميكروت" المغذية لبعض المناطق.
أزمة تتجاوز السياسة... وتضرب في عمق الحياة الإنسانية
أزمة المياه في غزة ليست مجرد تداعيات حرب، بل هي سلاح ممنهج يستخدمه الاحتلال لتجويع وتعطيش المدنيين، في انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني. وبينما يموت البعض بالعطش، يواجه آخرون أمراضًا لا دواء لها، وسط صمت دولي مريب.








