تكبير الخط تصغير الخط

تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكاب مجازر مروعة في قطاع غزة، وسط تصعيد عسكري وحصار خانق، أدى إلى كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفق ما أكدته وزارة الصحة في غزة ومسؤولوها.

حصيلة ثقيلة: أكثر من 51 ألف شهيد و117 ألف جريح

أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، اليوم الجمعة، أن حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على القطاع منذ السابع من أكتوبر 2023 ارتفعت إلى 51,439 شهيداً و117,416 جريحاً، مع استمرار وجود عدد كبير من الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم.

وأشارت الوزارة إلى أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ استئناف الاحتلال عدوانه في 18 مارس 2025 بلغت 2,062 شهيداً و5,375 إصابة، مؤكدة أن القطاع يعيش حالة طوارئ إنسانية غير مسبوقة.

انهيار المنظومة الصحية: 18 مستشفى خارج الخدمة

وفي السياق ذاته، حذر الدكتور منير البرش، المدير العام لوزارة الصحة في غزة، من انهيار شبه كامل للمنظومة الصحية في القطاع، إذ خرجت 18 مستشفى عن الخدمة بشكل كامل، فيما تعمل 20 مستشفى فقط بشكل جزئي، وقد فقدت هذه المؤسسات أكثر من 52% من عدد أسرّة المبيت لديها.

وأكد البرش أن الخدمات الطبية أصبحت تقتصر على الحالات الطارئة فقط بسبب النقص الحاد في اللوازم الطبية، الأمر الذي حرم أكثر من 50 ألف سيدة من الحوامل والمرضعات من المتابعة الصحية اللازمة.

أرقام صادمة: أطفال ونساء في مرمى الاستهداف المباشر

قال البرش إن الاحتلال يتعمد استهداف خيام النازحين بشكل مباشر، في سياسة واضحة لقتل المدنيين، وخصوصاً الأطفال والنساء. وبيّن أن عدد الشهداء من الأطفال بلغ 17,954 طفلاً، بينما استشهدت 12,365 امرأة، ما يعكس حجم المجازر المرتكبة بحق الفئات الأضعف في المجتمع.

كما كشف أن هناك 60 ألف طفل على الأقل يعانون من سوء التغذية، في ظل منع إدخال المساعدات وغياب الرعاية الصحية.

احتجاز الكوادر الطبية وحرمان المرضى من العلاج

أضاف البرش أن الاحتلال قتل أكثر من 1,400 من الكوادر الصحية واعتقل نحو 360 آخرين، من بينهم الدكتور حسام أبو صفية، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية التي تحمي الطواقم الطبية في أوقات الحرب.

وأشار إلى أن 22 ألف مريض في القطاع بحاجة إلى العلاج خارج غزة، بينهم 13 ألف مريض في حالات حرجة، لكن الحصار وإغلاق المعابر يحول دون سفرهم لتلقي العلاج.

خرق الاتفاق واستئناف المجازر بدعم دولي

استأنف الاحتلال عدوانه على غزة فجر 18 مارس 2025، بعد توقف مؤقت دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في 19 يناير، غير أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق مراراً حتى قبل انتهاء مدته، ليستأنف هجماته على القطاع في تصعيد دموي متواصل.

وفي ختام تصريحاته، انتقد الدكتور البرش ما وصفه بـ"الصمت الدولي المريب" من قبل المنظمات الأممية والدولية، التي تواصل تجاهل الإبادة الجماعية الجارية في غزة، والتي تنفذها إسرائيل بدعم أمريكي وأوروبي، راح ضحيتها أكثر من 168 ألف شهيد وجريح، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.