تكبير الخط تصغير الخط

كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، نقلًا عن مسؤول رفيع في الأجهزة الأمنية، عن تصاعد التوترات داخل المؤسسة العسكرية الصهيونية، بسبب خلافات متزايدة بين سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية حول أسلوب إدارة العمليات العسكرية في قطاع غزة، وخاصة فيما يتعلق بالغارات الجوية وأعداد الضحايا المدنيين الناجمة عنها.

خلافات داخل المؤسسة العسكرية

وبحسب الصحيفة، فإن سلاح الجو الصهيوني أعرب عن "عدم رضاه" إزاء الأعداد المرتفعة للمدنيين القتلى جراء الغارات الجوية التي تُنفذ بناءً على أهداف يتم اختيارها من قِبل قيادة المنطقة الجنوبية. هذا الخلاف يعكس انقسامًا متصاعدًا بين الجناحين العسكريين حول طريقة التعامل مع العمليات في غزة.

أزمة ثقة تلوح في الأفق

المسؤول الأمني الذي نقلت عنه الصحيفة، حذّر من أن الخلافات بين سلاح الجو وقيادة المنطقة الجنوبية قد تتحول إلى "أزمة ثقة حقيقية" في حال عدم معالجتها. هذا التوتر قد يؤثر سلبًا على تنسيق العمليات الميدانية في وقت تحتاج فيه المؤسسة الأمنية إلى أقصى درجات الانسجام.

أعداد الشهداء المدنيين تثير الجدل

ووفقًا للمصدر، فإن طياري سلاح الجو تلقوا قبل تنفيذ الضربات تقديرات أولية بعدد محدود من الضحايا المدنيين، لكنهم فوجئوا لاحقًا بأن العدد الفعلي كان أكبر بكثير، مما أثار استياءً داخل وحدات سلاح الجو، ودفع بعضهم للتشكيك في دقة المعطيات المقدمة من قيادة الجنوب.

ضعف التنسيق الميداني

تشير المعلومات إلى أن سلاح الجو لا يلقى التعاون اللازم من القيادة الجنوبية عندما يتعلق الأمر بالتحقيقات الداخلية حول أسباب ارتفاع أعداد القتلى المدنيين. هذا الضعف في التنسيق يزيد من تفاقم الخلافات ويعقّد فهم أسباب الخطأ وتفادي تكراره.

ضغوط داخلية وخارجية

تأتي هذه الخلافات في وقت يتعرض فيه الاحتلال لضغوط دولية متزايدة بشأن الكلفة الإنسانية المرتفعة للحرب على غزة. ويبدو أن الانقسامات داخل الجيش لن تبقى شأناً داخليًا، بل قد تؤثر على صورة المؤسسة العسكرية في الداخل والخارج، وتضعف موقفها في أي محافل دولية أو مفاوضات قادمة.