تكبير الخط تصغير الخط

في تحليل سياسي جديد، شدد الكاتب البريطاني المعروف ديفيد هيرست على أن حكومة الاحتلال، بقيادة بنيامين نتنياهو، لا تزال تفتقر إلى الفهم الحقيقي لطبيعة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مؤكدًا أن الاعتقاد السائد في الأوساط الإسرائيلية بأن قادة حماس في غزة قد يستسلمون أو يفرون بالمال، كما فعلت قيادات من حركة فتح في فترات سابقة، يعكس تجاهلًا عميقًا للواقع على الأرض بعد أكثر من عام ونصف من الحرب.

وأوضح هيرست، في مقاله، أن نتنياهو يخطئ حين يراهن على انهيار حماس، مشيرًا إلى أن الحركة لم تتراجع عن أي من مطالبها التي أعلنت عنها منذ بداية الحرب، وعلى رأسها عدم نزع السلاح، والانسحاب الكامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وإنهاء الحرب بشكل نهائي. ورأى أن هذا الثبات في المواقف يعكس تصميمًا واضحًا من قبل حماس على مواصلة نهج المقاومة، ورفض أي تسوية تُفرض عليها بالقوة.

ولفت الكاتب إلى أن المأزق الذي يعرقل الوصول إلى اتفاق سياسي لا يتحمله الفلسطينيون، بل يعود سببه الرئيسي إلى رئيس وزراء الاحتلال نفسه، الذي سبق أن وقّع على اتفاقات مع حماس، ثم أخلّ بها لاحقًا من طرف واحد، مما أفقد المفاوضات صدقيتها وأوقف أي تقدم حقيقي نحو التسوية.

وأكد هيرست أن استسلام حماس اليوم لن يكون مجرد خسارة سياسية، بل سيكون بمثابة إعلان نهاية للقضية الفلسطينية، لأن المقاومة، بحسب تعبيره، أصبحت "السبيل الوحيد المتبقي لإنهاء الاحتلال". واعتبر أن الرهان على كسر إرادة غزة عبر الحرب والحصار والمجاعة، ثبت فشله مرارًا، وأن على "إسرائيل" أن تعيد حساباتها إذا كانت جادة في البحث عن حل حقيقي ومستدام.

ويختتم هيرست مقاله بالتأكيد على أن القوة العسكرية وحدها لا تكفي لتحقيق السلام، وأن تجاهل المطالب الجوهرية للفلسطينيين لن يؤدي إلا إلى مزيد من التصعيد وعدم الاستقرار في المنطقة.