تكبير الخط تصغير الخط

أعلنت منظمة "أطباء بلا حدود" عن تزايد كبير في أعداد المصابين بالحروق في قطاع غزة، منذ استئناف الجيش الصهيوني عملياته العسكرية في 18 مارس 2025. وأشارت المنظمة في بيان رسمي إلى أن الفرق الطبية التابعة لها في غزة تستقبل يوميًا أكثر من 100 حالة جديدة من ضحايا الحروق، معظمهم من المدنيين الذين يتعرضون للقصف والغارات الجوية.

أكثر من ألف عملية جراحية لضحايا الحروق في أقل من شهرين

وفي تقريرها الميداني، كشفت المنظمة أنها أجرت أكثر من 1000 عملية جراحية لمعالجة إصابات الحروق منذ بداية مايو 2024 وحتى اليوم، وهو رقم يعكس حجم الكارثة الصحية التي تواجه سكان القطاع. وأكدت "أطباء بلا حدود" أن 70% من هؤلاء المصابين هم من الأطفال، ما يُظهر التأثير العنيف وغير المتناسب للهجمات العسكرية على الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع الغزي.

نقص الغذاء يهدد تعافي المرضى

وعبرت المنظمة عن قلقها الشديد من تدهور الوضع الغذائي في غزة، مؤكدة أن المرضى الذين يعانون من الحروق لا يحصلون على كميات كافية من الغذاء الضروري لعملية التعافي. وأشارت إلى أن النقص الحاد في المواد الغذائية داخل القطاع، بسبب القيود المفروضة على إدخال المساعدات، يضع حياة المصابين في خطر ويُبطئ من قدرتهم على الشفاء.

الوضع الطبي على حافة الانهيار

وأضافت المنظمة أن المستشفيات والعيادات في غزة تعمل تحت ضغط هائل، في ظل النقص الحاد في الإمدادات الطبية والأدوية اللازمة لعلاج الإصابات البالغة، إلى جانب استمرار القصف الذي يهدد سلامة الطواقم الطبية والمرضى على حد سواء. وأكدت أن الكادر الطبي يواجه تحديات يومية تتعلق بعدم توفر الأدوات الأساسية لإجراء العمليات، مما يجبرهم على اتخاذ قرارات صعبة في كل لحظة.

دعوات دولية لوقف التصعيد وتسهيل دخول المساعدات

ودعت "أطباء بلا حدود" المجتمع الدولي إلى التحرك العاجل من أجل وقف التصعيد العسكري والسماح بدخول المساعدات الإنسانية والطبية بشكل آمن ودون عوائق. كما طالبت بتوفير ممرات آمنة للمدنيين وتسهيل عمليات الإغاثة داخل غزة، لتجنب تفاقم الكارثة الإنسانية التي باتت تهدد حياة عشرات الآلاف من الأبرياء.

خاتمة: قطاع صحي منهار وشعب يعاني

يأتي هذا التصعيد في ظل تدهور غير مسبوق للوضع الإنساني والصحي في غزة، حيث يعاني السكان من نقص في كل مقومات الحياة، من غذاء ودواء وأمان. وتبقى تحذيرات "أطباء بلا حدود" بمثابة ناقوس خطر جديد يسلط الضوء على معاناة المدنيين، خصوصًا الأطفال، في حرب لا ترحم أحدًا.