قلق متصاعد في تل أبيب

"يديعوت": اتفاق أمريكي سعودي بمعزل عن إسرائيل.. تغيرت قواعد اللعبة

profile
  • clock 9 مايو 2025, 10:17:43 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في تحليل لآخر التطورات في الملف السعودي الأمريكي، يكشف إيتمار إيخنر أن الحديث عن "تجميد التطبيع" بين السعودية وإسرائيل كان سرًا مكشوفًا منذ فترة طويلة. فعلى الرغم من المحاولات المتقطعة من نتنياهو ووزيره المقرّب رون ديرمر، إلا أن استمرار الحرب على غزة جعل أي تقدم نحو التطبيع بلا معنى حاليًا.

إيتمار إيخنر هو كبير المراسلين السياسيين والدبلوماسيين في صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، ويُعرف بقربه من دوائر صنع القرار في تل أبيب وتغطيته المكثفة للعلاقات الإسرائيلية الخارجية، خاصة مع الولايات المتحدة والدول العربية.

المثير في الأمر، حسب الكاتب، أن الولايات المتحدة لم تعد تنتظر الموقف الإسرائيلي، بل تمضي قدمًا نحو اتفاق مع السعودية، في رسالة واضحة مفادها: "إسرائيل لم تعد في مركز القرار".

النووي السعودي: معادلة مربكة

البرنامج النووي المدني السعودي يقف في قلب المعضلة. هناك شكوك متزايدة بأن واشنطن والرياض توصّلتا إلى تفاهمات فعلية، وإن كانت مسألة التحالف الدفاعي لم تُحسم بعد. الكاتب يرى أن الربط بين السعودية والمفاوضات مع إيران مهم جدًا: فلا يمكن لأمريكا أن تطالب إيران بتفكيك أجهزة الطرد المركزي، ثم تسمح للسعودية بالتخصيب على أراضيها – أو العكس.

السلاح.. خارج الحسابات الإسرائيلية

الصفقات العسكرية بين واشنطن والرياض تتقدم بسرعة، بينما تبتعد إسرائيل عن المعادلة. ويتساءل إيخنر عمّا إذا كانت الولايات المتحدة ستمنح السعودية امتيازات مماثلة لما منحته للإمارات، التي وقّعت اتفاقًا للتعاون النووي المدني مع واشنطن مقابل التخلّي عن تخصيب اليورانيوم.

إسرائيل ترى في وجود "دائرة وقود نووي" سعودية خطرًا استراتيجيًا، لأنه قد يُستخدم يومًا في برنامج تسلّح. منح مثل هذا الامتياز يحتاج إلى موافقة الكونغرس الأمريكي، وهو أمر غير مضمون، خصوصًا وسط الانقسامات الداخلية في واشنطن.

أصوات معارضة في واشنطن

السيناتور الجمهوري ليندسي غراهام، أحد أبرز حلفاء إسرائيل في الكونغرس، أعلن أنه لن يدعم أي اتفاق دفاعي مع السعودية إذا لم يتضمن تطبيعًا كاملًا مع إسرائيل، معتبرًا أن ذلك شرطٌ لا يمكن التنازل عنه.

الموقف الإسرائيلي: قلق من تخصيب سعودي

حتى الآن، لم تُبلور إسرائيل موقفًا رسميًا من تخصيب اليورانيوم في السعودية. وقد جرى النقاش داخليًا قبل 7 أكتوبر، عندما كان بايدن لا يزال في البيت الأبيض. لكن القلق الإسرائيلي تصاعد بعد أن فتحت أمريكا ملف التخصيب مع السعودية بالتوازي مع إيران.

بالنسبة لتل أبيب، فإن تخصيب الوقود النووي على الأراضي السعودية "خطر بالغ"، وتفضّل بدائل مثل إجراء التخصيب في دولة ثالثة مع رقابة أمريكية مشددة.

يرسم إيتمار إيخنر مشهدًا جديدًا يبتعد فيه الحلفاء التقليديون عن إسرائيل. واشنطن تمضي في صفقات استراتيجية كبرى مع الرياض، بينما تجد تل أبيب نفسها على الهامش، قلقة من "الوقود النووي" و"التحالفات البديلة" وغياب شرط التطبيع.

في زمن الحرب، تغيّرت قواعد اللعبة.

التعليقات (0)