"يديعوت أحرونوت": قفزة الرجوب الى شيبا جزء من العلاقات المركبة بين إسرائيل ورجالات السلطة

profile
  • clock 21 مايو 2025, 8:38:38 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

ناحوم برنياع - يديعوت أحرونوت

ثلاثة دخلوا الى بار: واحد غبي، الثانية شريرة والثالث ساذج

قالت الشريرة: شرانيتي معدية. حين افتح فمي في الحكومة يفغر الوزراء الجالسون افواههم، مثل الأطفال في الروضة، وعلى التو وفي الفور يصبحون اشرارا مثلي. أنا نور لليهود.

قال الغبي. غبائي منتصر. وزير يتحدث بهراء في جلسة حكومة وتوا وعلى الفور يصبح الوزراء اغبياء مثله. نحن الأغلبية.

قال الساذج. انا لست ساذجا حقا بل اتساذج. لكني رئيس وزراء وانتم لا. سيدة شريرة، سيد غبي: يوجد لكما من تتعلمان منه.

ماذا يعني ذلك؟ في جلسة الحكومة التي انعقدت الأسبوع الماضي، ولاحقا في جلسة الكابنت. الحكومة انعقدت للبحث في موضوع محبوب: اللاسامية في العالم. بطبيعة الأحوال، انتقل البحث الى اللاسامية في السلطة الفلسطينية. 

زئيف قام وجاء باقتباسات في مجلة “مكور ريشون”، وزير الداخلية موشيه أربيل قطع النقاش في سؤال: “هل يمكنني أن افهم من اعطى جبريل الرجوب الاذن للدخول الى إسرائيل وزيارة ابنه في المستشفى دون الحديث مع وزير الداخلية؟”، وساد الهدوء في الغرفة، تصف الصحيفة الدراما. “ها هو هذا يحصل لنا مرة أخرى. واحد من كارهينا يحظى بمعاملة متزلفة ومثنية”.

“من حقا اعطى الامر”، سأل نتنياهو سؤالا من ساذج. 

جبريل الرجوب ترأس في التسعينيات، سنوات أوسلو، أحد أجهزة الامن في السلطة الفلسطينية. هو تحدث في تلك السنوات عن السلام. والاهم من ذلك هو وجهازه كانا مجندين للحرب ضد حماس. وحسب الشائعات، قتل بعضا منهم شخصيا، بمسدسه. زملاؤه في إسرائيل درجوا على تسميته جبريئيل ريغف – الى هذه الدرجة كان هو واحدا منهم. 

في بيتونيا، غربي رام الله، بنى قلعته – مبنى المكاتب الأكثر افتخارا في المناطق في اثناء الانتفاضة الثانية، قصف سلاح الجو المبنى ودمره حتى الأساس، منذئذ انقلب الرجوب هو يشتم إسرائيل في كل فرصة وفي كل محفل من اللحظة التي عين فيها رئيسا لاتحاد كرة القدم الفلسطيني هو يفعل كل ما في وسعه كي يخرب على مكانة إسرائيل في الفيفا، للرجوب يوجد ابن اسمه إبراهيم رامي هو ابن 35. منذ وقت غير بعيد أصيب بانهيار رئوي كمقيم من شرقي القدس يستحق النزول في أي مستشفى في إسرائيل. وصل الى شيبا في وضع حرج، خُدّر وأجريت له عملية جراحية. بلغت العائلة بان ليس مؤكدا ان ينجو. الاب طلب الاذن للمجيء لوداعه. وصل الطلب الى طاولة رئيس الشباك رونين بار ومنسق اعمال الحكومة في المناطق اللواء غسان عليان. فأقراه. الرجوب وصل الى المستشفى، رأى الابن وعاد الى رام الله. في هذه الاثناء تحسنت حالته. يحتمل أن يكون اليهود انقذوا حياته، وزراء الحكومة غضبوا: الوزيرة اوريت ستروك ذكرت نتنياهو بان الكابنت قرر قبل سنة تفكيك السلطة الفلسطينية. وقضت بانه “كان من تجاهل قرار كابنت صريح وهذه هي النتيجة”. وزير الصحة اورئيل بوسو اشتكى من أن الرجوب ليس وحيدا. “منسق الاعمال وضابط الطب الرئيس يدخلان الى المستشفيات جرحى ومرضى فلسطينيين بدون تنسيق مع المستوى السياسي”.

"أنا لا افهم كيف يحصل هذا”، قال نتنياهو، وهو يفهم جيدا جدا: المستوى السياسي، أي هو، لا يريد تنسيقا. اذا ما سألوه فسيتعين عليه أن يجيب؛ واذا أجاب سيكون مسؤولا عن النتائج. هو لن يصمد امام الضغط، لن يصمد امام العبء. ابتدائي، يا معالي الوزير، ابتدائي، بعد بضع ساعات انعقد الكابنت. وانضم الوزير بن غفير الى المشتكين. “اردت أن افهم كيف سمحوا للرجوب بالدخول”، طلب. “انا أيضا اريد أن افهم”، قال نتنياهو، في جلسة الكابنت حضر اللواء عليان. شرح بان الابن كان في وضع حرج. “انا لست ضد لقاءات وداع بين أب وابن”، قالت ستروك، “لكن لماذا يحصل هذا هنا بالذات؟ فليذهب الى مستشفى في نابلس”، “من يقر أمورا كهذه؟” رفع نتنياهو صوته، ووزير الدفاع كاتس حرص على الايضاح: “انا لم اعرف في الزمن الحقيقي”، قفزة الرجوب الى شيبا هي جزء من العلاقات المركبة بين إسرائيل ورجالات السلطة. خطاب السياسيين في الطرفين فتاك، لكن الاحتياجات اليومية تفرض تعلقا متبادلا. سلوك انساني تجاه الطرف الاخر يطفيء الشكوك، ينقذ الحياة، يستدعي نية طيبة. نعم، الخاوة موجودة والارتباطات أيضا. والعوض ليس كبيرا. وحتى الاب المكروه يستحق ان يودع ابنا يوشك على الموت، لماذا اكترث بالرجوب؟ لان للشر لا توجد حدود. أولئك الوزراء الذين يهذرون عن زيارة آب الى المستشفى يغلقون قلبهم أيضا امام مصير 58 مخطوفا وعائلاتهم؛ الوزراء ذاتهم يسعون الى جر إسرائيل الى إبادة جماعية لا نعرف كيف نخلص منها والوزراء إياهم يرسلون بخفة عقل، بالاجماع، جنود الجيش الى جولة قتال أخرى، مشكوك في جدواها. اوريت ستروك تفهم؛ اما نتنياهو، فقط نتنياهو، لا يفهم.


هام : هذا المقال يعبر فقط عن رأي الكاتب ولا يعبر عن رأي فريق التحرير
التعليقات (0)