تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

كشفت وثيقة أوروبية مسرّبة عن فجوة كبيرة بين ما يتم الاتفاق عليه رسميًا بين الاتحاد الأوروبي و"إسرائيل" بشأن حجم المساعدات الإنسانية المخصصة لقطاع غزة، وما يتم تنفيذه فعليًا على أرض الواقع.

وبحسب الوثيقة التي نُشرت مؤخرًا، فإن عدد شاحنات المساعدات التي تدخل إلى القطاع المحاصر هو أقل بأربع مرات من العدد الذي تطالب به دول الاتحاد الأوروبي لتلبية الاحتياجات الأساسية لسكان غزة الذين يعانون من أوضاع إنسانية متدهورة منذ بداية الحرب.

انخفاض ملحوظ في أعداد الشاحنات الإنسانية

أشارت الوثيقة إلى أن الفترة الممتدة من 29 يوليو إلى 4 أغسطس شهدت دخول 463 شاحنة مساعدات فقط إلى غزة عبر المعابر الرسمية، وهو عدد يقل بكثير عما تم الاتفاق عليه مسبقًا مع "إسرائيل" لتأمين تدفق ثابت وكافٍ من الإمدادات الإنسانية.

وأفادت مصادر أممية أن هذه الشاحنات تم تفريغ حمولتها عند نقاط العبور، ما يشير إلى أن جزءًا منها قد لا يكون قد وصل إلى عمق القطاع أو إلى المناطق الأشد احتياجًا.

مخاوف أوروبية من تفاقم الأزمة الإنسانية

يثير هذا التباين الكبير بين المخطط والمنفذ مخاوف أوروبية متزايدة من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، حيث يعاني السكان من نقص حاد في الغذاء والماء والدواء، إلى جانب تدهور البنية التحتية وانعدام الأمن.

وقد دعت جهات أوروبية متعددة إلى الضغط على "إسرائيل" لضمان تنفيذ الاتفاقيات القائمة بشأن المساعدات، ورفع العراقيل التي تعيق دخول الإمدادات الحيوية إلى غزة بشكل عاجل.

الاتحاد الأوروبي: أفعال لا تتماشى مع الأقوال

هذا الوضع يسلّط الضوء على التناقض بين التصريحات السياسية الأوروبية التي تؤكد دعمها الكامل للشعب الفلسطيني، والإجراءات الفعلية على الأرض، ما قد يؤثر على مصداقية الدور الأوروبي في التوسط وفرض التزامات إنسانية ملزمة في النزاعات المسلحة.