-
℃ 11 تركيا
-
3 أغسطس 2025
هل باتت إسرائيل تخوض حرب استنزاف في غزة؟
انعكاسات دبلوماسية محتملة
هل باتت إسرائيل تخوض حرب استنزاف في غزة؟
-
29 يونيو 2025, 12:27:26 م
-
461
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
تعبيرية
خاص موقع 180 تحقيقات
سياق المواجهة المستمرة
منذ 7 أكتوبر 2023، دخلت إسرائيل في مواجهة طويلة مع قطاع غزة، مدعومة بـ"عملية غيديون" التي بدأت في 16 مايو 2025، وتحتل اليوم أكثر من نصف مساحة القطاع .
على الرغم من التفوق العسكري الإسرائيلي، إلا أن المقاومة الفلسطينية لا تزال قادرة على الصمود، مما يشير إلى تحول المعركة إلى صراع استنزافي طويل الأمد .
التحدي الداخلي والخارجي
استنزاف إسرائيل ليس فقط على مستوى ساحات القتال، بل يمتد إلى الضغوط الداخلية، حيث يتزايد الانقسام في الرأي العام والاستنفاد الاقتصادي؛ فتكلفة الحرب قد تصل إلى أكثر من 55 مليار دولار حتى 2025، فضلًا عن تراجع الناتج المحلي . كما تواجه إسرائيل تهديدات على جبهات متعددة، لا سيما من إيران وحلفائها، مما يزيد من حدة الاستنزاف.
مقاربة الحسم والاستمرار
رغم الخطاب الرسمي الإسرائيلي بأن "الحرب يمكن أن تنتهي فور استسلام حماس وتسليم الرهائن" إلا أن توازن القوى الفعلي يشير إلى أن الحسم العسكري الشامل بعيد المنال. وحالياً يبدو أن إسرائيل تميل إلى سياسة "مواصلة الاستنزاف" حتى تحقيق أهداف تدريجية، لكن بتكلفة عالية على الاستقرار الداخلي.
2. وقف الحرب الإسرائيلية – الإيرانية: هل يمهّد لإنهاء محرقة غزة؟
تهدئة ساحات المواجهة الإقليمية
في منتصف يونيو 2025، شنت إسرائيل ضربات مكثفة على إيران ضمن ما وصف بـعملية “أسد الصعود”، تبعها هجوم بالصيغة الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية، قبل أن يتبعها هدوء نسبي . هذه التطورات مهّدت لـ"وقف الحرب" بين إسرائيل وإيران بعد حوالي 12 يوما من التصعيد.
انعكاسات دبلوماسية محتملة
مع تراجع التوتر في الشمال، عاد الزخم باتجاه الساحة الرئيسية: غزة وموضوع الرهائن. وقد أعربت إدارة ترامب عن دعمها للهدنة بقصد إعادة توجيه التركيز نحو مفاوضات تشمل سحب إسرائيل من غزة، وتبادل شامل للرهائن.
كما جرى الحديث عن إعادة السلطة الفلسطينية والاستفادة من دعم سعودي-أماراتي في إعادة الإعمار وتعزيز عملية السلام .
العقبات التي لا تزال قائمة
ومع ذلك، لا تزال المعضلات قائمة على المستوى السياسي الداخلي في إسرائيل، حيث تعارض فصائل يمينية شديدة أي تنازل أو تهدئة . كما أن شروط حماس، وعلى رأسها "الانسحاب الكامل وإنهاء الحصار" تعرقل التوصل لأي اتفاق شامل . بالإضافة إلى ذلك، فإن أي هدنة مؤقتة قد لا توقف العمليات الاستنزافية في غزة بشكل كامل.
خلاصة تقديرية
إن وقف الحرب الإسرائيلية – الإيرانية خلق نافذة سياسية ودبلوماسية قد تُثمر عن تقدم في التهدئة أو مفاوضات وقف إطلاق نار. لكن إنجاز تهدئة مستدامة في غزة يتطلب تجاوز تحديات كبيرة: توافق إسرائيلي داخلي، شروط فصائل حماس، وضمانات دولية ملموسة تترافق مع إعادة إعمار حقيقي.
بالتالي، حرب الاستنزاف في غزة مستمرة، ووقف النار مع إيران لا يعني انتهاء المعاناة، بل يفتح فقط فرصة سياسية مطلوبة للتأسيس لوقف شامل، ما لم تتغلب إسرائيل وحماس على العقبات الاستراتيجية والسياسية العالقة.








