تكبير الخط تصغير الخط

محمد خميس

دعوة للارتقاء فوق الانقسامات الداخلية

حث رئيس دولة الاحتلال إسحق هرتسوغ، رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، على "الارتفاع فوق الاعتراضات الداخلية" والاستعداد لتقديم تنازلات مؤلمة، وذلك تزامنًا مع توجه نتنياهو إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لإجراء محادثات تتعلق بصفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وفي بيان صادر عن مكتب هرتسوغ، شدد على أهمية تحقيق اختراق في هذه المفاوضات، والتي وصفها بـ"الفرصة السياسية المعقدة"، مؤكدًا دعمه الكامل للجهود المبذولة، حتى وإن تطلبت قرارات "صعبة ومكلفة"، معربًا عن ثقته بأن المؤسسة الأمنية ستواجه هذا التحدي كما فعلت من قبل.

محادثات متوازية بين واشنطن والدوحة

بينما يتوجه نتنياهو إلى واشنطن، توجه فريق تفاوضي إسرائيلي رفيع المستوى إلى قطر لإجراء محادثات غير مباشرة مع حركة حماس. وضم الوفد مسؤول ملف الأسرى جال هيرش، والمستشار السياسي لنتنياهو أوفير فالك، إضافة إلى قياديين بارزين في جهازي "الشاباك" و"الموساد".

وفي المقابل، غاب عن الوفد عدد من كبار المسؤولين الذين شاركوا سابقًا في المحادثات، منهم رئيس الموساد ديفيد برنياع، والقائم بأعمال رئيس الشاباك، ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، ما يعكس تغيرًا تكتيكيًا في تركيبة الفريق التفاوضي.

هرتسوغ يدعو العالم للتدخل والمساعدة

تمنى هرتسوغ النجاح للفريق المفاوض، داعيًا قادة العالم وشركاء الاحتلال الدوليين إلى استخدام نفوذهم للمساهمة في تحقيق اختراق في المحادثات، التي تُعد حاسمة لمسار الحرب الجارية في غزة.

حماس ترد بإيجابية وتطرح شروطًا واضحة

في سياق متصل، أعلنت حركة حماس أنها ردّت بشكل إيجابي على مقترح الإطار المطروح، والذي يتضمن الإفراج عن نحو نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء والقتلى المحتجزين في غزة خلال 60 يومًا، عبر خمس مراحل.

وأكد مصدر مطلع على المحادثات أن حماس تشترط استمرار المفاوضات بشأن وقف دائم لإطلاق النار، إضافة إلى استئناف إدخال المساعدات عبر آليات تابعة للأمم المتحدة، وانسحاب جيش الاحتلال من المواقع التي أعاد احتلالها بعد انهيار الهدنة السابقة في مارس الماضي.

انهيار سابق بسبب رفض نتنياهو

يُذكر أن وقف إطلاق النار السابق انهار عندما رفض نتنياهو الدخول في المرحلة الثانية من الاتفاق، والتي كانت تنص على انسحاب كامل من قطاع غزة وبدء مفاوضات جادة لإنهاء الحرب، وهو ما اعتُبر "خطًا أحمر" لدى شركائه في الائتلاف اليميني المتطرف.

إبادة جماعية متواصلة منذ أكتوبر 2023

منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تواصل قوات الاحتلال، وبدعم أمريكي مطلق، ارتكاب جرائم إبادة جماعية في غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري. وقد أسفرت هذه الحرب حتى الآن عن أكثر من 193 ألف شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال، وأكثر من 10 آلاف مفقود، إلى جانب مئات آلاف النازحين ومجاعة فتكت بعشرات المدنيين، بينهم أطفال قضوا جوعًا.