تكبير الخط تصغير الخط

كتب/ هادي جلو مرعي

من خلال تجربتي على مدى العشرين سنة الماضية فإن اغلب اصحاب المناصب هم أشخاص نفعيون، وإذا إنتخيت بأحدهم لعمل ما فلن تحصل منه على شيء لسبب بسيط. 

السبب إن تعيين المسؤولين يتم عن طريق الترشيح الحزبي،، أوالترشيح النفعي الذي يجعل هذا المسؤول لايعبأ بك لأنه ينظر الى الأشخاص المفيدين له من اصحاب المال والتجارة والمتنفذين فقط، أما أنت فلاخير يرتجى منك كمواطن بسيط، أو ليست لديك القوة والنفوذ الكافيين.. أغلب المسؤولين يأتون من بيئات جائعة ويقضون فترة المسؤولية في جمع الأموال وتأمين أوضاع أسرهم وبناء علاقات خاصة وربما تأسيس شركة أو شراء عمارة سكنية أو بناء مجمع سكني أو مصلحة ما ولهذا تجد أن الأمور في العراق لاتتطور كثيرا وقد تتردى أكثر. وهذا سبب في إنتشار الفساد والحرائق والمنافسة القذرة والإبتزاز والتنكيل والتسقيط وإستغلال الوظيفة من أدنى المستويات الى أعلاها.. نحن في ورطة كبيرة، هذه هي الحقيقة..

واحد من مظاهر الفساد اللامبالاة بحياة الناس لأن المسؤول في الدولة، وصاحب العقار ،أو المطعم، أو المنتجع، أو المول يريدون تحقيق الأرباح، ولايلتفتون الى المصالح العامة، ولا لإجراءات السلامة.. وعديد ممن ينصبون في المناصب العليا بلا مؤهلات.. والمؤهلات هي الولاءات.. لذلك صار الحال في العراق يشبه حال واحد يسكر، ويصلي، ويتعاطى المخدرات، ويتعبد بأنواع العبادات، ويخاف الله، ويرتاد المساجد والحانات، ويصاحب العاهرات، ويساعد الفقراء، ويسرق، ويكذب، وينافق، ويحابي، ويتملق، ويصوم رمضان، وينتقد الفساد، ويحاربه، ويمارسه في ذات الوقت... سالفة خارطة... يعني خريط...