هآرتس: ترامب سيذكرنا بأنه لا يمكن الهرب من اسماعيل

profile
  • clock 18 مايو 2025, 12:52:24 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

 اتفاقات إبراهيم

 الاسفين الذي تم دقه في هذه الاثناء بين إسرائيل نتنياهو وامريكا ترامب يمكن أن يتضح في المستقبل بانه نعمة مقنعة، ربما بالذات بسببه سيتبلور أخيرا الفهم بأن إسرائيل ليست نتنياهو، وأن هذا هو الوقت المناسب للتخلص منه في صناديق الاقتراع أيضا. هل تتذكرون كيف أنه قبل لحظة من 7 أكتوبر كان يمكن تقريبا التوصل الى “التطبيع مع السعودية”؟ والسلام مع العالم العربي كما يحب بيبي، بدون دفع ثمن “القضية الفلسطينية”. من كل الجهات سمعت في حينه احاديث عن جائزة نوبل للسلام لبيبي، وفي معسكر “فقط ليس بيبي” كان هناك من أملوا أن تكون هذه نقطة انطلاقه المحترمة: ارث، عفو عن الملفات، شريطة رحيله. هل تذكرون ذلك؟.

 تبين أن الهرم المقلوب الذي كرره نتنياهو على مسامعنا – أولا، السعودية والامارات، وفي النهاية الفلسطينيون، الاحتلال، المستوطنات، النزاع وكل ما فعلناه – هو بنية هشة حماس ذكرت العالم بان الفلسطينيين لن ينتظروا خمسين سنة أخرى على بعد مسافة متر ونصف من الفقر والاهانة والحصار، في الوقت الذي فيه اليهود والامريكيين وأصحاب المليارات في الخليج يحتفلون على على قواربهم وفي الفنادق الفاخرة واطنان من الأموال بالشرق الأوسط الجديد، هذا الفيلم شاهدناه من قبل. ترامب عاد الى البيت الأبيض، ثم انتقل مباشرة الى الشرق الأوسط. “اتفاقات إبراهيم” مرة أخرى، الطبعة الثانية. ولكن في هذه المرة يشير الى نتنياهو، “الامر لم يعد كما كان، إسرائيل لن تتمكن من الاستمتاع بثمار السلام بدون دفع الثمن. الدفعة الأولى هي انهاء الحرب. 

ترامب يدرك بأن نتنياهو مضلل ومخادع

ترامب بدأ يدرك بأن نتنياهو مضلل ومخادع، يوقع على الاتفاقات ثم يتراجع عنها، يتحدث بغطرسة عن “يد ممدودة للسلام”، في حين أنه في الواقع يفعل كل شيء لمنع التوصل الى اتفاق. وحتى لو أن ترامب سئم من أكاذيب نتنياهو فانه توجد إمكانية للتغيير هنا، الآن بعد التوقيع على اتفاقات إبراهيم، كان من الصعب تجاهل الفجوة بين الاسم السامي والمضمون. إبراهيم – الاب المشترك – ما هذا الاسم الشاعري. لكن الاتفاقات لم تنتبه الى الثقل الرمزي لابراهيم. في كل ما يتعلق بالقدس والبلاد، الاتفاقات شطبت إسماعيل، وكأنه فقط اسحق هو المهم. والتاريخ كما هو معروف لا يغفر هذا المحو. على هذا الخطر حذرت قبل عشرات السنين الكاتبة والمفكرة جاكلين كهانوف، التي رات في حينه ما نرفض نحن فهمه. “يوجد بيننا خلافات كبيرة في مسالة من هو الابن المحبب”، كتبت، “ومن أي زوجة. الموضوع ما زال مشحون بالمشاعر لابناء إسرائيل وأبناء إسماعيل… بالتحديد في سياق هذا الخلاف يجب إيجاد حل – من اللحظة التي فيها كل واحد سيعترف بالاخر كوريث شرعي، يحق له جزء من الورثة، المادية والروحية”.

 حسب كهانوف فان الأيديولوجيا الصهيونية، التي جاءت كرد على أوروبا وليس كشريكة في المشرق، لم تنجح في ربط نفسها بتاريخ المنطقة أو بالناس الذين يعيشون فيها. “نحن لن نجد أصدقاء وحلفاء”، حذرت. “طالما أننا نطمح الى البقاء منفردين”. اليهودية، ذكرت الكاتبة، نمت في داخل سياق ثقافي واسع، ليس ككشف منفصل، بل كعملية بطيئة وعميقة تتصل بهذا الفضاء، كهانوف اقترحت إعادة كتابة قصة إسماعيل وإسرائيل ووالدة كل منهما، من اجل السماح للمستقبل بأن يبدأ. ربما، بسخرية تاريخية، بالذات ترامب الذي لا يعتبر بالضبط رمز للحكمة والاحاسيس، سيذكرنا بأنه لا يمكن الهرب من إسماعيل. وأنه لا يمكن الهرب من هذه المنطقة. وأنه لا يمكن مواصلة لوم الآخرين، طالما أننا نستمر في انتخاب نتنياهو.

المصادر


بقلم: الصحيفة الاسرائيلية كارولينا ليندسمان
المصدر: هآرتس

التعليقات (0)