-
℃ 11 تركيا
-
14 يونيو 2025
تقرير عبري يكشف التلاعب الإسرائيلي في أعداد جرحى الجيش خلال عدوان غزة
من التعتيم إلى الإقرار التدريجي
تقرير عبري يكشف التلاعب الإسرائيلي في أعداد جرحى الجيش خلال عدوان غزة
-
18 مايو 2025, 1:04:30 م
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
جنود الاحتلال
في وقتٍ يتواصل فيه العدوان الإسرائيلي الوحشي على قطاع غزة، تتكشف حقائق جديدة حول محاولات جيش الاحتلال إخفاء التكاليف الحقيقية للحرب، وخاصة فيما يتعلق بعدد الجنود الجرحى. تقرير عبري حديث فضح التناقض الصارخ بين ما يعلنه جيش الاحتلال وما تكشفه مؤسسات إسرائيلية أخرى.
فجوة فادحة في الأرقام الرسمية
بحسب ما أورده موقع "ها مكوم" العبري، يزعم جيش الاحتلال أن عدد جنوده الجرحى منذ بداية الحرب على غزة بلغ 5881 جنديًا فقط. لكن المفاجأة أن وزارة الجيش الإسرائيلي، عبر إدارة التأهيل، أقرت أن عدد الجرحى يبلغ فعليًا نحو 15 ألف جندي، بالإضافة إلى 10% من عناصر قوات الأمن.
هذا التفاوت الهائل، الذي يُقدّر بثلاثة أضعاف الرقم المُعلن، يثير تساؤلات كبيرة حول شفافية المؤسسة العسكرية الإسرائيلية، خاصة في ظل تعمدها تجاهل ذكر الجرحى في بداية العدوان، واقتصار البيانات الرسمية على أعداد القتلى فقط.
من التعتيم إلى الإقرار التدريجي
بدأت تفاصيل التعتيم تتكشف في 27 نوفمبر 2023، عندما نشرت صحيفة هآرتس تقريرًا أكد أن الجيش أبلغ بوجود 1000 جريح فقط. وبعد أسبوعين، كشفت يديعوت أحرونوت أن المستشفيات استقبلت أكثر من 5000 جريح.
وفي اليوم التالي، حُذفت صورة تقرير الجرحى من النسخة الإلكترونية، واستُبدلت بإشارة إلى 2000 جندي جديد من ذوي الإعاقة منذ 7 أكتوبر، في محاولة واضحة لتخفيف وقع الأرقام.
وبضغط من الصحافة ومن جهات رسمية، بدأ الجيش اعتبارًا من 10 ديسمبر 2023 بنشر تحديث يومي حول أعداد الجرحى، حيث وصل العدد حينها إلى 1593 جريحًا خلال شهرين فقط، ليقفز لاحقًا إلى أكثر من 2800 حسب إفادة رئيس قسم التأهيل في الكنيست.
عشرة آلاف جندي "يختفون" من السجلات
مفاجأة أخرى كشفتها بيانات إدارة شؤون الموظفين في الجيش: حوالي 12 ألف جندي قتلوا أو أصيبوا منذ اندلاع الحرب، في حين لم يُسجَّل سوى 5881 جريحًا رسميًا، ما يعني أن نحو 6000 جندي مصابون غير مدرجين في الإحصاءات.
في 9 مارس 2025، خلال اجتماع خاص في الكنيست حول أوضاع الجرحى، كشفت رئيسة وحدة توصيف الخدمات الطبية في وزارة الجيش أن عدد الجرحى الكلي بلغ 78 ألفًا، أي بزيادة 16 ألف جريح منذ بداية الحرب، معظمهم من جنود الاحتياط ومن فئة الشباب دون سن الثلاثين.
التلاعب بالبيانات: تقليل الثمن لإضفاء الشرعية
يخلص التقرير إلى أن جيش الاحتلال يتعمد خفض عدد الجرحى لتقليل الكلفة النفسية والمادية للحرب في أعين الجمهور الإسرائيلي.
المؤرخ د. لي مردخاي أشار إلى أن هذا التلاعب هدفه إضفاء شرعية مزيفة على الحرب، قائلًا:"كل جهة رسمية تنشر ما يناسب مصالحها، والجيش يريد تقليل عدد الجرحى لإقناع الإسرائيليين بأن الحرب تستحق الثمن".
واتهم مردخاي وسائل الإعلام العسكرية بتكرار الأرقام الرسمية دون تمحيص، موضحًا أن الكشف الحقيقي بدأ فقط بعد تسريبات من قسم التأهيل، ما أجبر الجيش على الاعتراف بالأعداد الحقيقية.
الحرب مستمرة وسط تعتيم ومجازر
يُذكر أن جيش الاحتلال استأنف عدوانه على قطاع غزة فجر 18 مارس 2025 بعد خرق اتفاق التهدئة الذي استمر لشهرين. ومنذ 7 أكتوبر 2023، ترتكب إسرائيل، بدعم أمريكي وأوروبي، إبادة جماعية بحق المدنيين الفلسطينيين، أسفرت عن أكثر من 173 ألف شهيد وجريح، بينهم عشرات الآلاف من النساء والأطفال، بالإضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.
هذه الأرقام تؤكد أن ما يُخفيه الاحتلال من تكاليف داخلية، سواء في أرواح جنوده أو في تداعيات الحرب النفسية والمجتمعية، لا يقل بشاعةً عن جرائمه اليومية بحق الشعب الفلسطيني الأعزل.








