-
℃ 11 تركيا
-
12 يونيو 2025
استثمارات غير مسبوقة.. ترامب يحصد 2.5 تريليون دولار من الخليج
استثمارات غير مسبوقة.. ترامب يحصد 2.5 تريليون دولار من الخليج
-
17 مايو 2025, 11:37:12 ص
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
شيماء مصطفى
في جولة وُصفت بالتاريخية، نجح الرئيس الأميركي دونالد ترامب خلال زيارته إلى دول الخليج (الإمارات، قطر، السعودية) في جمع تعهدات استثمارية ضخمة بقيمة 2.5 تريليون دولار، تُعد الأكبر في تاريخ رؤساء الولايات المتحدة. وقد استمرت الزيارة أربعة أيام، تخللتها لقاءات رسمية واقتصادية رفيعة المستوى، أسفرت عن توقيع اتفاقيات وتفاهمات تُمهّد لتدفق استثمارات خليجية إلى السوق الأميركية خلال السنوات المقبلة.
الإمارات في الصدارة: 1.4 تريليون دولار نحو التكنولوجيا والطاقة
أكبر الالتزامات الاستثمارية جاءت من دولة الإمارات العربية المتحدة، حيث أعلن الشيخ محمد بن زايد آل نهيان عن خطة لاستثمار 1.4 تريليون دولار في الولايات المتحدة خلال العقد المقبل. وستُركز هذه الاستثمارات على التكنولوجيا، الذكاء الاصطناعي، والطاقة، ما يُبرز التحول الاستراتيجي الإماراتي نحو الشراكة الاقتصادية المتقدمة مع أميركا، وتوسيع نفوذها في مجالات المستقبل.
السعودية: شراكة استثمارية وعسكرية بقيمة 742 مليار دولار
من جانبها، أعلنت السعودية عن نيتها ضخ 600 مليار دولار كاستثمارات اقتصادية مباشرة في الولايات المتحدة، إضافة إلى توقيع صفقة عسكرية قياسية بقيمة 142 مليار دولار، تعكس تعمق التعاون الدفاعي بين البلدين. وتُعد هذه الصفقات مؤشراً على رغبة الرياض في تعزيز علاقاتها مع واشنطن في مختلف المجالات، خصوصاً في ظل التغيرات الجيوسياسية المتسارعة في المنطقة.
قطر: التزام متزايد واستثمار بـ500 مليار دولار
أما قطر، فقد أعلنت عن خطة لاستثمار 500 مليار دولار في السوق الأميركية، لتؤكد هي الأخرى على مكانتها كشريك استراتيجي اقتصادي وسياسي للولايات المتحدة. وتشمل الاستثمارات القطرية مجالات متنوعة من البنية التحتية إلى الصناعة والطاقة.
ترامب: «نستهدف 13 تريليون دولار»
في منتدى الأعمال الإماراتي–الأميركي، صرّح ترامب بأن إدارته تعمل على رفع حجم الاستثمارات الأجنبية في أميركا إلى 13 تريليون دولار، مشيداً بالثقة الخليجية المتزايدة في الاقتصاد الأميركي. وقال: «حصلنا على استثمارات تبلغ 10 تريليونات دولار ونتطلع إلى 13 تريليون دولار»، ما يعكس طموحات إدارة ترامب في إعادة التموضع الاقتصادي عالمياً.
تقييم اقتصادي: صفقة تتجاوز كل التوقعات
القيمة الإجمالية لهذه الاستثمارات تعادل تقريباً القيمة السوقية لجميع الشركات العامة حول العالم، باستثناء ثلاث فقط، مما يجعل هذه التعهدات أكبر التزام استثماري أجنبي في تاريخ الولايات المتحدة. وتفتح هذه الأرقام الباب أمام مرحلة جديدة من التحالفات الاقتصادية العابرة للحدود بين أميركا ودول الخليج.
إشادات داخلية أميركية: ترامب يعيد الاستثمار إلى الداخل
أشاد رجل الأعمال والمستثمر الأميركي غرانت كاردون بجهود ترامب، قائلاً في منشور على منصة "إكس": «إلى كل من قال إن ترامب لن يفعل شيئاً، لقد عدنا»، وأضاف: «ترامب يجمع 1.8 تريليون دولار من الاستثمارات الأجنبية في 48 ساعة فقط». ورغم التضارب في الأرقام، فإن الرسالة واضحة: هناك زخم اقتصادي كبير خلف زيارة ترامب، واستجابة خليجية سريعة.
الشركات الخليجية: توقيع اتفاقيات بمليارات الدولارات
إلى جانب التعهدات الحكومية، وقعت شركات خليجية خاصة اتفاقيات بمليارات الدولارات مع نظيراتها الأميركية، ما يشير إلى أن الانفتاح الاقتصادي لا يقتصر على الحكومات، بل يشمل القطاع الخاص الذي يرى في أميركا سوقاً جاذبة وفرصة استراتيجية.
قراءة في الأفق: تحول استراتيجي في العلاقات الأميركية الخليجية
تشير هذه الزيارة إلى تحول نوعي في العلاقات الأميركية الخليجية، من شراكات أمنية تقليدية إلى تحالفات اقتصادية واستثمارية عملاقة. ويبدو أن ترامب يراهن على الاقتصاد كأداة لإعادة رسم موقع أميركا في الشرق الأوسط، وهو ما قد يُشكل تحدياً لمنافسيه داخلياً وخارجياً، لكنه يُعيد تموضع واشنطن كمركز جذب عالمي لرؤوس الأموال.
خلاصة
زيارة ترامب إلى الخليج لم تكن مجرد جولة سياسية أو دبلوماسية، بل كانت هجوماً اقتصادياً ناجحاً أعاد إلى واشنطن تدفقات مالية تاريخية، وكرّس صورة ترامب كرئيس يحوّل النفوذ السياسي إلى مكاسب اقتصادية مباشرة، مدعوماً بثقة خليجية غير مسبوقة.
CNN









