درة التاج في سلاح الجو الأمريكي

واشنطن في حالة ذعر: "أنصار الله" كادوا أن يسقطوا طائرة "إف-35"

profile
  • clock 17 مايو 2025, 11:56:45 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

في حادثة مثيرة للقلق كشفت عنها صحيفة نيويورك تايمز، كاد صاروخ أرض-جو أطلقه أنصار الله في اليمن أن يصيب مقاتلة أمريكية من طراز F-35، وهي درة التاج في سلاح الجو الأمريكي وأحد أكثر الطائرات تطورًا في العالم. كانت المقاتلة تشارك ضمن عملية رايد رايدر ضمن العدوان الأمريكي على اليمن واضطرت إلى تنفيذ مناورة مراوغة حادة لتفادي الصاروخ.

هذه الواقعة طرحت علامات استفهام خطيرة حول مدى قدرة واحدة من أكثر الطائرات الأمريكية تقدمًا على النجاة في بيئة قتالية، ولفتت الأنظار إلى فاعلية الدفاعات الجوية الحوثية، رغم تواضعها، في عرقلة العمليات الأمريكية في المنطقة.

المحلل العسكري غريغوري برو نشر عبر منصة "إكس" أن "عدة طائرات أمريكية من طراز F-16 ومقاتلة F-35 تعرضت لتهديد حقيقي من دفاعات الحوثيين الجوية، ما جعل احتمال وقوع خسائر بشرية أمريكية أمرًا واقعيًا." وأشار إلى أن الحوثيين نجحوا أيضًا في إسقاط سبع طائرات مسيّرة أمريكية من طراز MQ-9، تبلغ قيمة الواحدة منها نحو 30 مليون دولار، وهو ما قيد قدرة القيادة المركزية الأمريكية على مراقبة الجماعة وتنفيذ ضربات دقيقة ضدها.

دفاعات جوية حوثية بدائية لكنها فعّالة

رغم أن منظومة الدفاع الجوي التابعة للحوثيين توصف بالبدائية، إلا أنها تتميز بحركيتها العالية، حيث يمكن نقلها بسهولة لتظهر في أي مكان وفي أي وقت، ما يجعل من الصعب توقع مواقعها أو التحضير المسبق للتعامل معها. كما أن بساطة تلك المنظومات تساعدها على تجنب الرصد المبكر من قبل الأنظمة الأمريكية المتطورة. ووفقًا لما نقله موقع The War Zone، فإن "كثيرًا من هذه المنظومات تُعد مرتجلة، وتستند إلى أجهزة استشعار حرارية سلبية وصواريخ جو-جو معدلة بطريقة بدائية، توفر إنذارًا مبكرًا ضئيلًا أو معدومًا."

لكن الحوثيين لا يعتمدون فقط على هذه المنظومات المرتجلة، بل يمتلكون أيضًا بعض الأنظمة الحديثة التي وفرتها إيران، مثل صواريخ برق-1 وبرق-2 أرض-جو. ورغم أن القدرات الدقيقة لهذه الصواريخ الإيرانية غير معروفة بشكل تام، إلا أن الحوثيين يدّعون أن برق-1 يصل مداه إلى 50 كيلومترًا ويمكنه ضرب أهداف على ارتفاع 49 ألف قدم، بينما يمتد مدى برق-2 إلى 70 كيلومترًا ويستهدف أهدافًا بارتفاع 65 ألف قدم.

ويُعتقد أن منظومات برق مبنية على عائلة صواريخ طائر الإيرانية، المشتقة بدورها من المنظومات السوفييتية القديمة SA-6 وSA-11. ونقل The War Zone أن "كيفية استخدام الحوثيين لمنظومات برق-1 وبرق-2 ليست واضحة تمامًا، لكن نظيراتها الإيرانية تُطلق من منصات متحركة مزودة بأنظمة رادار مدمجة للتحكم في النيران، وبعضها مزود بكاميرات كهروبصرية وحرارية للمساعدة في رصد الأهداف وتحديدها وتتبعها."

دلالات خطيرة: ما الذي تعنيه هذه الحادثة في صراع القوى الكبرى؟

حادثة اقتراب الحوثيين من إسقاط مقاتلة F-35 الأمريكية ليست مجرد حادثة منعزلة، بل تطرح تساؤلات خطيرة حول طبيعة الحروب المستقبلية واحتمالات المواجهة مع خصوم أكثر تطورًا. إذا كانت جماعة متمردة توصف بالتخلف والتقنيات المحدودة قادرة على إرباك العمليات الجوية الأمريكية فوق أجواء اليمن، فكيف يمكن لواشنطن أن تنفذ عمليات جوية فعالة في أجواء يسيطر عليها خصم يمتلك منظومات دفاعية حديثة ومتقدمة؟

وإذا كانت مقاتلة F-35، المصممة خصيصًا لتفادي الرادارات وتتمتع ببصمة رادارية منخفضة للغاية، عرضة للتهديد من أنظمة دفاعية تعود أصولها إلى الحرب الباردة، فماذا عن أداء هذه الطائرة وبقية الأسطول الأمريكي في مواجهة أنظمة حديثة مثل تلك التي تمتلكها الصين أو روسيا؟

ما يبدو واضحًا هو أن التفوق التكنولوجي لا يضمن بالضرورة التفوق العملياتي في ساحة المعركة، لا في الجو ولا على الأرض. الأنظمة منخفضة التقنية قادرة على إلحاق ضرر ملموس بأنظمة عالية التقنية، وتقييد حركتها، بل وحتى تهديد بقائها. وهذا يفرض إعادة التفكير في طبيعة التوازن العسكري العالمي، وجدوى الاعتماد المفرط على التكنولوجيا المتقدمة دون تحصين كافٍ ضد الابتكارات غير المتوقعة والبسيطة في ظاهرها.

التعليقات (0)