بسبب رفضها للتهجير القسري

نتنياهو "يتحرش" بمصر مجددا: إذا فتحت معبر رفح القاهرة ستغلقه

profile
  • clock 5 سبتمبر 2025, 8:15:25 ص
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في تصريحات جديدة أثارت الجدل، قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن بوسعه أن "يفتح معبر رفح أمام الفلسطينيين الراغبين في الخروج"، لكنه أضاف أن "المعبر سيُغلق فورا من الجانب المصري"، في إشارة واضحة إلى رفض القاهرة القاطع لأي محاولات تهجير قسري لسكان غزة. وجاء هذا التصريح في سياق الضغوط الإسرائيلية الأمريكية المتزايدة لفرض سيناريو تهجير جماعي إلى دول الجوار، وعلى رأسها مصر، وهو ما يقابَل برفض مصري حاسم وموقف فلسطيني ثابت بالتمسك بالأرض.

وزعم نتنياهو في مقابلة عبر إحدى قنوات تلغرام أن "هناك خططا مختلفة لإعادة إعمار غزة"، مضيفا أن "نصف سكان القطاع يريدون الخروج"، نافيا أن يكون ذلك "طردا جماعيا"، على حد تعبيره. لكنه عاد ليؤكد: "أستطيع أن أفتح لهم معبر رفح، لكن مصر ستغلقه مباشرة"، مدعيا أن "الحق في مغادرة غزة هو حق فردي لكل فلسطيني". هذه المزاعم اعتبرها مراقبون محاولة مكشوفة لتسويق مشروع التهجير باعتباره "خيارا إنسانيا"، بينما يخفي في جوهره خطة لتفريغ القطاع من سكانه.

توافق كامل مع ترامب

في السياق نفسه، حرص نتنياهو على التأكيد على انسجامه السياسي مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قائلا: "أنا وترامب متفقان تقريبا على كل شيء، بل على كل شيء". ورغم أنه لم يكشف عن تفاصيل إضافية، إلا أن تصريحات سابقة لترامب كشفت عن دعمه الواضح لخطط نتنياهو في فرض التهجير القسري على الفلسطينيين، ومنحه الضوء الأخضر للمضي قدما في هذا الاتجاه. ويؤكد محللون أن الدعم الأمريكي يشكل الركيزة الأساسية في قدرة إسرائيل على مواصلة حرب الإبادة بغزة وطرح سيناريوهات "ما بعد الحرب" على حساب الحقوق الفلسطينية.

تمسك فلسطيني ورفض مصري

في مقابل هذه الطروحات، يواصل الفلسطينيون في غزة تمسكهم الصلب بأرضهم، رافضين أي مخططات تهجير، سواء عبر الحرب أو عبر الإغراءات والضغوط الدولية. هذا الموقف يلتقي مع موقف مصري واضح عبّر عنه الرئيس عبد الفتاح السيسي وكبار المسؤولين مرارا، مؤكدين أن تهجير الفلسطينيين من أرضهم "خط أحمر" لا يمكن تجاوزه. وفي هذا السياق، شدد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان على أن نتنياهو "يرى في مصر عقبة أمام مشروع إسرائيل الكبرى، وغصة في حلقه"، لافتا إلى أن القاهرة هي "حائط الصد الأول أمام خطط التهجير".

إبادة مدعومة أمريكيا

تأتي هذه التصريحات على خلفية حصار خانق يفرضه الاحتلال على غزة منذ 18 عاما، وتداعيات حرب الإبادة المستمرة منذ 7 أكتوبر 2023. فقد دمّرت آلة الحرب الإسرائيلية منازل أكثر من 1.5 مليون فلسطيني من أصل نحو 2.4 مليون يعيشون في القطاع، فيما كشفت آخر الإحصاءات عن سقوط 64,231 شهيداً و161,583 جريحاً، معظمهم من الأطفال والنساء، فضلا عن آلاف المفقودين ومئات آلاف النازحين. وإلى جانب ذلك، أدت المجاعة التي تضرب القطاع بفعل الحصار والتدمير إلى وفاة 370 فلسطينيا، بينهم 131 طفلا. كل ذلك يجري في ظل دعم أمريكي مباشر للآلة العسكرية الإسرائيلية، وسط محاولات متواصلة لتمرير سيناريو التهجير كحل نهائي للقضية الفلسطينية.

التعليقات (0)