دعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته

منظمة التعاون الإسلامي تؤكد موقفها الحازم ضد العدوان الإسرائيلي وتدعو لتحرك دولي

profile
  • clock 15 سبتمبر 2025, 1:17:34 م
  • eye 419
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
منظمة التعاون الإسلامي

محمد خميس

شهدت العاصمة القطرية الدوحة، اليوم الإثنين، انعقاد القمة العربية الإسلامية الاستثنائية التي خُصصت لبحث تداعيات العدوان الإسرائيلي الغادر على دولة قطر. وقد ألقى الأمين العام لـ منظمة التعاون الإسلامي كلمة قوية خلال القمة، شدد فيها على ضرورة اتخاذ موقف عربي وإسلامي موحد وحازم تجاه الاعتداء الآثم الذي استهدف السيادة القطرية، مؤكداً أن الصمت الدولي إزاء هذه الجرائم يشجع إسرائيل على التمادي في ممارساتها العدوانية.

موقف منظمة التعاون الإسلامي

قال الأمين العام للمنظمة إن القمة تمثل لحظة تاريخية لتجديد التضامن الإسلامي والعربي، وإبراز موقف موحد في مواجهة العدوان الإسرائيلي الذي لا يستهدف فقط قطر، وإنما يضرب استقرار المنطقة بأسرها. وأكد أن منظمة التعاون الإسلامي تقف إلى جانب قطر حكومةً وشعباً، مشيراً إلى أن ما حدث يُعد انتهاكاً صارخاً لكافة القوانين والأعراف الدولية.

وأوضح أن المنظمة لطالما حذرت من خطورة السياسات التوسعية الإسرائيلية، مشيراً إلى أن هذه الممارسات لم تعد تقتصر على فلسطين، بل امتدت لتطال عاصمة عربية وإسلامية بحجم الدوحة، في سابقة خطيرة تستوجب ردعاً جماعياً.

دعوة مجلس الأمن لتحمل مسؤولياته

وجّه الأمين العام رسالة واضحة إلى مجلس الأمن الدولي، مطالباً إياه بتحمل مسؤولياته الكاملة لمساءلة إسرائيل على جرائمها، ووقف سياسة الإفلات من العقاب التي ظلت تتمتع بها على مدى عقود. وأشار إلى أن استمرار التخاذل الدولي أمام هذه الانتهاكات يمثل تهديداً للأمن والسلم الدوليين، خاصة في منطقة الشرق الأوسط التي تشهد أصلاً حالة من عدم الاستقرار.

كما أكد أن المنظمة ستعمل على التنسيق مع الدول الأعضاء من أجل الدفع باتجاه تحرك عاجل داخل الأمم المتحدة لتبني قرارات ملزمة تضع حداً للانتهاكات الإسرائيلية.

دعم حل الدولتين ومخرجات المؤتمر الدولي

وفي سياق القضية الفلسطينية، جدد الأمين العام تأكيده على دعم حل الدولتين باعتباره السبيل الوحيد لتحقيق السلام العادل والشامل. وأوضح أن المنظمة تتمسك بمخرجات المؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية، بما يضمن إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967، عاصمتها القدس الشرقية.

وأشار إلى أن أي محاولات لتقويض هذا الحل أو الالتفاف عليه لن تؤدي سوى إلى المزيد من العنف والتوتر، داعياً المجتمع الدولي إلى وقف السياسات الإسرائيلية الهادفة لفرض وقائع جديدة على الأرض، سواء عبر الاستيطان أو محاولات التهجير القسري.

التضامن العربي والإسلامي في مواجهة العدوان

أشاد الأمين العام بموقف الدول العربية والإسلامية التي سارعت للتنديد بالعدوان الإسرائيلي على قطر، مؤكداً أن هذا التضامن يمثل رسالة قوية لإسرائيل بأن استهداف أي دولة عربية أو إسلامية سيقابل برد جماعي موحد. وأضاف أن المرحلة المقبلة تتطلب ترجمة هذا التضامن إلى خطوات عملية، سواء عبر الضغط السياسي والدبلوماسي أو من خلال استخدام أدوات القانون الدولي.

كما دعا الدول الأعضاء إلى تعزيز التعاون المشترك لمواجهة التحديات الأمنية التي فرضها العدوان الأخير، والعمل على حماية الأمن القومي العربي والإسلامي من أي محاولات خارجية لزعزعته.

انعكاسات العدوان على الأمن الإقليمي

حذر الأمين العام من أن الاعتداء على قطر ليس حدثاً معزولاً، بل هو جزء من سياسة إسرائيلية تهدف إلى إعادة رسم خرائط النفوذ في المنطقة. وأوضح أن استهداف الدوحة جاء في وقت حساس تشهد فيه المنطقة أزمات متشابكة، من الحرب في غزة إلى التوترات في سوريا ولبنان.

وأضاف أن استمرار هذه السياسات قد يدفع المنطقة إلى مزيد من الفوضى والعنف، داعياً إلى موقف دولي صارم يضع حداً للتصعيد الإسرائيلي.

تحركات مرتقبة بعد القمة

من المتوقع أن تشهد الفترة المقبلة سلسلة من التحركات الدبلوماسية، سواء على مستوى الأمم المتحدة أو عبر القنوات الثنائية والمتعددة الأطراف. وأكدت مصادر دبلوماسية أن هناك مشاورات جارية لعقد جلسة خاصة في مجلس الأمن لمناقشة العدوان الإسرائيلي على قطر، استناداً إلى المطالب التي طرحها الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي.

كما يُنتظر أن تعمل الدول الأعضاء في المنظمة على تنسيق مواقفها في المحافل الدولية، بما يضمن تشكيل جبهة موحدة قادرة على الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها.

جاءت كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي لتعكس حجم الغضب العربي والإسلامي من الاعتداء الإسرائيلي على قطر، وتجدد التأكيد على أن الحل يكمن في العمل الجماعي الموحد. فالتحديات التي تواجه المنطقة اليوم لا يمكن التصدي لها بشكل منفرد، وإنما عبر تعاون إقليمي ودولي يضمن محاسبة المعتدين، ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية كقضية مركزية للأمة.

إن القمة العربية الإسلامية في الدوحة لم تكن مجرد اجتماع طارئ، بل محطة فارقة قد تحدد مسار المرحلة المقبلة، سواء من حيث الرد على الاعتداءات الإسرائيلية أو من حيث الدفع نحو تسوية عادلة للقضية الفلسطينية. وفي ظل هذا الزخم، يبقى الرهان على وحدة الصف العربي والإسلامي كأداة رئيسية لمواجهة التحديات وحماية الأمن القومي المشترك.

التعليقات (0)