-
℃ 11 تركيا
-
16 يونيو 2025
مفاوضات الدوحة بين التقدم والمناورة الإسرائيلية
أين وصلت المفاوضات؟
مفاوضات الدوحة بين التقدم والمناورة الإسرائيلية
-
18 مايو 2025, 3:46:00 م
-
430
- تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
مفاوضات الدوحة
تحليل إخباري – إعداد: رامي أبو زبيدة
وسط تصاعد ميداني غير مسبوق في قطاع غزة، وانطلاق المرحلة الأولى من عملية "عربات جدعون" التي أعلن عنها الجيش الإسرائيلي، تشهد مفاوضات الدوحة زخماً مشوباً بالحذر، مع تحركات مكوكية يقودها المبعوث الأمريكي آدم ويتكوف وفريقه، في محاولة للوصول إلى صفقة تبادل أسرى تُمهد لاحقًا لإنهاء الحرب، وفق شروط تل أبيب.
ضغط عسكري وتكتيك تفاوضي متزامن
في وقتٍ أعلنت فيه القيادة العسكرية الإسرائيلية بدء عمليات برية مركزة، أفادت القناة 12 العبرية بأن القوات في غزة تلقت تعليمات بالاستعداد لاحتمال "وقف إطلاق نار شامل"، ما يشير إلى تناغم ميداني – سياسي، تستخدمه إسرائيل كأداة ضغط على حماس في المفاوضات.
مصادر عسكرية تحدثت عن تراجع نسبي في وتيرة الغارات بعد ظهر اليوم، ما يُفسّر كمحاولة لتوفير نافذة تفاوضية، بينما يستمر الوفد الإسرائيلي في الدوحة على قاعدة "البقاء طالما هناك فائدة".
أولويات نتنياهو... السياسية لا الأمنية
بحسب صحيفة هآرتس، يحرص رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على تسويق إنجاز سياسي يظهر وكأنه "انتصار"، يبرر من خلاله التوصل إلى صفقة، دون أن يُفقده دعم شركائه المتطرفين في الحكومة كإيتمار بن غفير، الذي جدد رفضه الصريح "لأي اتفاق لا ينهي وجود حماس".
مخطط ويتكوف، الذي يمتد تنفيذه لشهرين، قد يمنح نتنياهو وقتًا سياسيًا ثمينًا للبقاء في الحكم حتى نهاية دورة الصيف في الكنيست، ومن ثم تأجيل الانتخابات إلى ربيع 2026، وهي أولوية قصوى في حساباته الراهنة.
الشق الإنساني... واجهة تفاوضية
في ظل الضغط الأمريكي، كُشف عن اتفاق أمني مع شركة أمريكية لتوزيع المساعدات في غزة بدءًا من 24 مايو، وناقش الكابينت اليوم إدخال الغذاء للقطاع. ويتكوف أكد أن لا خلاف بينه وبين ترامب في رفضهما "لأزمة إنسانية في غزة"، وهو ما يبرز الاستخدام التكتيكي للجانب الإنساني في المفاوضات.
تحذيرات قاتمة من عائلات الأسرى
في المقابل، أطلق مقر عائلات الأسرى تحذيرًا بالغ الخطورة، محذرًا من أن توسيع العملية العسكرية قد يؤدي لمقتل الأسرى أو فقدان جثامينهم. واستند التحذير إلى شهادات سابقة عن انتقام الآسرين عند شعورهم بالخطر، ما يزيد من الضغط الشعبي والإعلامي على حكومة نتنياهو.
أين وصلت المفاوضات؟
تقدم نسبي تم تسجيله في المفاوضات بحسب i24news، رغم وجود فجوات لا تزال عالقة.
القناة 12 نقلت عن مصادر أن عيدان ألكسندر قد يكون بداية لإشارات إيجابية من حماس.
الوفد الإسرائيلي أكد عبر قناة 13 أنه لن يبقى في الدوحة إذا استنفدت الفائدة.
إسرائيل تطالب بثلاثة شروط واضحة: ترحيل قادة حماس، نزع سلاح غزة، إعادة جميع الأسرى، فيما تطالب حماس بضمانات دولية لوقف الحرب.
تبدو إسرائيل في سباق مع الزمن: تقدم عسكري على الأرض، وتكتيك سياسي لجر حماس إلى اتفاق من موقع ضعف، مقابل محاولة انتزاع مكسب سياسي داخلي لنتنياهو. لكن التعقيد الحقيقي يكمن في أن الميدان قد يسبق الطاولة، وإذا استُهدفت حياة الأسرى فعليًا، فقد تنهار المفاوضات برمتها، ويُفتح الباب أمام فصل جديد أكثر دموية من الصراع.








