البعد الجغرافي – العسكري

محلل سياسي يكشف لـ"180 تحقيقات".. لماذا تُصرّ إسرائيل على البقاء في “محور موراج”؟

profile
  • clock 9 يوليو 2025, 2:07:20 م
  • eye 469
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
“محور موراج”

خاص موقع 180 تحقيقات

في تصريحات خاصة لموقع "180 تحقيقات"، قال المحلل السياسي العراقي الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، إن إصرار إسرائيل على البقاء في ما يُعرف بـ"محور موراج" جنوب قطاع غزة لا يُمكن اعتباره قرارًا عسكريًا فقط، بل يحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية ورمزية تعبّر عن مشروع أعمق يستهدف تفتيت الجغرافيا السياسية لقطاع غزة وفرض واقع ميداني جديد على الأرض.

أولًا: البعد الجغرافي – العسكري

وفقًا للدليمي، فإن "محور موراج" يشير إلى الشريط الممتد جنوب غزة، وتحديدًا بين خان يونس والحدود الشرقية للقطاع، وهي منطقة كانت تضم مستوطنات إسرائيلية انسحبت منها تل أبيب ضمن خطة فك الارتباط عام 2005.

وأضاف أن إعادة التمركز الإسرائيلي في هذا المحور له دوافع عسكرية واضحة، أبرزها:

عزل جنوب غزة عن شمالها ضمن استراتيجية "التفتيت الجغرافي".

قطع خطوط الإمداد بين فصائل المقاومة.

تحصين الحدود مع مصر عبر السيطرة على المثلث الجغرافي (رفح - الحدود - الساحل)، تحسبًا لأي دعم لوجستي أو عمليات تسلل.

ثانيًا: البعد السياسي – التفاوضي

يرى الدكتور الدليمي أن إسرائيل تستخدم تمركزها في محور موراج كـ ورقة ضغط تفاوضية مستقبلًا، إذ تسعى إلى:

فرض شروط سياسية في أي اتفاق قادم، مثل نزع سلاح المقاومة.

التمهيد لفرض سلطة "بديلة" لما بعد حماس.

إيصال رسالة بأنها لا تزال تمتلك القدرة على التوغل والانسحاب المشروط بحسب مصالحها.

وبذلك، تسعى إسرائيل إلى فرض أمر واقع يعيد توزيع النفوذ داخل غزة ويُمهّد لحلول مفروضة تخدم رؤيتها الأمنية والسياسية.

ثالثًا: البعد الرمزي – النفسي

يشير المحلل إلى أن محور موراج يحمل رمزية خاصة لإسرائيل، لأنه كان من المواقع التي انسحبت منها تحت ضغط المقاومة في عام 2005. وعودة إسرائيل إليه اليوم تعني بالنسبة لها "تصحيح خطأ الانسحاب"، ومحاولة استعادة الهيبة بعد فشلها في حسم المواجهة العسكرية منذ 7 أكتوبر 2023.

رابعًا: الحضور الأمريكي والموقف الدولي

رغم تصاعد الضغط الدولي، لا سيما من الولايات المتحدة وأوروبا، للانسحاب من غزة، فإن إسرائيل تتعمد البقاء في محور موراج لإظهار أنها:

صاحبة القرار الميداني.

غير خاضعة بالكامل للإملاءات الأمريكية.

ماضية في تنفيذ مشروع "المنطقة العازلة" شرق القطاع.

ويؤكد الدليمي أن استمرار هذا التمركز يُظهر أن إسرائيل تخطط لمشروع بعيد المدى يهدف إلى إعادة تشكيل الواقع السياسي والجغرافي لغزة، بما يضمن لها تفوقًا ميدانيًا وتفاوضيًا في المراحل القادمة.

خامسًا: نقطة ضعف محتملة

رغم ما تحققه إسرائيل من أهداف سياسية وعسكرية، فإن البقاء في محور موراج يُشكّل أيضًا نقطة ضعف استراتيجية، حسب وصف الدكتور الدليمي، موضحًا أن التمركز في منطقة معادية دون سيطرة كاملة يعرض الجنود والبنية العسكرية لخطر الاستنزاف والعمليات النوعية التي قد تنفذها فصائل المقاومة الفلسطينية في أي لحظة.

يؤكد التحليل أن البقاء في محور موراج لا يمكن قراءته كتحرك ميداني محدود، بل هو جزء من مشروع استراتيجي شامل يهدف إلى تقويض وحدة غزة، وإعادة توزيع أوراق التفاوض، وفرض واقع ميداني يخدم رؤية إسرائيل لما بعد الصراع.

التعليقات (0)