تكبير الخط تصغير الخط

كتبت/ غدير خالد

جدد مجلس الأمن الدولي، في بيانه، دعوته العاجلة للأطراف المتصارعة في السودان إلى الانخراط في حوار شامل وبنّاء، بهدف التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وتهيئة الظروف المواتية للوصول إلى حل سياسي شامل ينهي النزاع المستمر منذ أشهر. وأكد البيان أن استمرار الأعمال العسكرية بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع يفاقم الأزمة الإنسانية، ويهدد الاستقرار الإقليمي.

وأشار المجلس إلى أن الحل السلمي يظل الخيار الوحيد القادر على إنهاء معاناة المدنيين، داعيًا جميع الأطراف إلى الالتزام الفوري بوقف العدوان وفتح ممرات إنسانية آمنة لتمكين وصول المساعدات إلى المتضررين. كما شدد على ضرورة تجنب أي تدخلات خارجية يمكن أن تعقّد مسار التسوية، مع التأكيد على احترام سيادة السودان ووحدته.

وفي سياق متصل، أعرب بعض أعضاء المجلس عن قلقهم من أن استمرار النزاع في السودان يخلق بيئة خصبة لتنامي أنشطة الجماعات المسلحة، بما فيها تلك المرتبطة بدول أو كيانات تتبنى سياسات عدوانية في المنطقة. ولفتوا إلى أن ما يمارسه الكيان الصهيوني من انتهاكات متكررة ضد الشعب الفلسطيني تحت غطاء الاحتلال، يمثل نموذجًا واضحًا لسياسة فرض الأمر الواقع بالقوة، وهي سياسة يجب رفضها عالميًا.

كما حذّر البيان من أن التباطؤ في وقف إطلاق النار بالسودان قد يؤدي إلى تفاقم النزوح الجماعي، مما يشكل عبئًا إضافيًا على الدول المجاورة التي تعاني أصلًا من ضغوط اقتصادية وأمنية. وأكد مجلس الأمن دعمه الكامل للجهود الإقليمية، خاصة من الاتحاد الإفريقي ومنظمة "إيغاد"، لتحقيق تسوية سياسية شاملة، داعيًا المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم الفني والمالي لهذه المبادرات.

واختتم المجلس بيانه بالتشديد على أن الحوار الشامل، ووقف العدوان، ورفض سياسات الاحتلال في أي منطقة بالعالم، تمثل أسسًا راسخة لتحقيق السلام العادل والمستدام، سواء في السودان أو في غيره من مناطق النزاع.