مجزرة في محكمة إيرانية جنوب شرقي البلاد… تنظيم "جيش العدل" يتبنى الهجوم الدامي

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 2:52:50 م
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01

متابعة: عمرو المصري

في هجوم هو الأعنف منذ شهور، قُتل ما لا يقل عن 9 أشخاص بينهم امرأة وطفل، وجُرح 22 آخرون، خلال هجوم مسلح نفذه تنظيم "جيش العدل" الجهادي الانفصالي على محكمة في محافظة سيستان-بلوشستان جنوب شرقي إيران، بحسب ما أفادت وسائل إعلام إيرانية رسمية، السبت.

قصف واقتحام واشتباك طويل

ووفقًا لروايات متعددة، بدأ الهجوم باقتحام مباشر لمبنى المحكمة، أطلق خلاله المسلحون النار على عدد من المتواجدين داخله، قبل أن يشنوا موجة ثانية من الهجوم باستخدام قذائف الهاون وقاذفات القنابل. وقد اندلعت اشتباكات عنيفة بينهم وبين قوات الأمن الإيرانية، استمرت لنحو ثلاث ساعات متواصلة، بحسب ما نقلته منظمة حقوق الإنسان البلوشية "هالوش".

وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية أكدت مقتل ثلاثة من المسلحين في الاشتباكات، فيما قالت إن عدداً من المصابين في حالة حرجة ويتلقون العلاج في مستشفيات محلية.

من جهته، أعلن تنظيم "جيش العدل" مسؤوليته عن الهجوم في بيان على تطبيق تليغرام، دعا فيه المدنيين إلى إخلاء المنطقة "لأسباب تتعلق بسلامتهم". وقد أفاد شهود محليون بوقوع عدة انفجارات وإطلاق نار مكثف، كما أُغلقت بعض الطرق المؤدية إلى المحكمة، وفقاً لتقرير "هالوش".

الخلفية الجغرافية والعرقية

تقع محافظة سيستان-بلوشستان على الحدود مع كل من باكستان وأفغانستان، وتُعد واحدة من أكثر المناطق اضطراباً في إيران. وتسكنها أقلية البلوش السنية، التي طالما اشتكت من التهميش والإقصاء من قبل السلطات المركزية في طهران، وتطالب منذ عقود بقدر من الحكم الذاتي.

وتشهد هذه المنطقة تمرداً مسلحاً مستمراً منذ نحو عقدين، يتداخل مع التمرد الواسع في إقليم بلوشستان الباكستاني المجاور، حيث تنشط جماعات إسلامية متشددة وانفصالية، وتستهدف في هجماتها المدنيين وقوات الأمن على حد سواء في كلا البلدين.

تنظيم "جيش العدل" ودوره في التصعيد

ويُعد تنظيم "جيش العدل" أحد أبرز الفصائل المسلحة الناشطة في المحافظة، ويخوض مواجهات مع قوات الأمن الإيرانية منذ عام 2014. وتصنّفه طهران كمنظمة إرهابية، وتتهم كلاً من إسرائيل وباكستان بتقديم الدعم له.

وكان التنظيم قد تبنى في ديسمبر 2023 هجوماً دموياً على مركز للشرطة في المحافظة نفسها، أسفر عن مقتل 11 عنصراً أمنياً. وفي يناير 2024، أدى هجوم آخر له على حرس الحدود الإيراني إلى توجيه إيران ضربة عسكرية داخل باكستان، قالت إنها استهدفت خلية تابعة لـ"جيش العدل".

اتهامات متجددة بالخيانة والتبعية لإسرائيل

وفي أعقاب الهجوم الأخير، صرح نائب قائد الشرطة في محافظة سيستان-بلوشستان، سردار علي رضا دليري، أن التنظيم "مرتبط بالصهاينة"، في إشارة إلى إسرائيل، زاعماً أن المهاجمين الثلاثة الذين قُتلوا في الاشتباك كانوا يرتدون أحزمة ناسفة لم تنفجر.

وتتهم الحكومة الإيرانية تنظيم "جيش العدل" منذ سنوات بتلقي تمويل خارجي، والانخراط في أنشطة تهريب غير مشروعة، وهو ما ترفضه الجماعة وتقول إنه جزء من دعاية رسمية لتبرير القمع المستمر بحق سكان الإقليم.

توتر إقليمي وتفاقم أمني

يمثل هذا الهجوم حلقة جديدة في تصاعد التوترات في المنطقة، خصوصاً في ظل تفاقم الصراع بين إيران من جهة، وعدد من الجماعات المسلحة المدعومة وفق الرواية الرسمية من أطراف إقليمية ودولية من جهة أخرى.

كما يسلّط الضوء مجدداً على هشاشة الوضع الأمني في سيستان-بلوشستان، في وقت تواجه فيه طهران تحديات داخلية متزايدة، وضغوطاً دولية متواصلة على خلفية ملفات حقوق الإنسان والسياسة الإقليمية.

التعليقات (0)