واشنطن تهدد.. والمقاومة ترد بالصمود

خاص/ العدالة تغيب والاحتلال يتمدد.. خبير سياس يشرح كيف تُطيل أمريكا أمد الحرب في غزة

profile
  • clock 26 يوليو 2025, 2:50:12 م
  • eye 424
  • تم نسخ عنوان المقال إلى الحافظة
Slide 01
تعبيرية

خاص موقع 180 تحقيقات

أستاذ الإعلام عبدالرزاق الدليمي: الولايات المتحدة تُطيل أمد الصراع وتُجهض أي فرصة للحل العادل

في حديث خاص لموقع 180 تحقيقات، قال الأستاذ الدكتور عبدالرزاق محمد الدليمي، أستاذ الإعلام والدعاية الدولية، إن الموقف الأمريكي من العدوان على غزة لم يعد يقتصر على الانحياز، بل تحوّل إلى سياسة واضحة لتعطيل أي مسار تفاوضي، وتغذية مستمرة للصراع تحت غطاء الدبلوماسية.

واعتبر الدليمي أن الإبادة الجارية في غزة ليست فقط جريمة حرب، بل أيضًا أزمة أخلاقية وإنسانية كاشفة لزيف الخطاب الغربي عن الديمقراطية وحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن التصريحات المتكررة من واشنطن وأوروبا "لا تُطعم الجوعى، ولا تردع الاحتلال".

الولايات المتحدة: من الوساطة إلى استراتيجية الإخضاع

يرى الدكتور الدليمي أن الولايات المتحدة لا تعمل على إنهاء الحرب، بل على فرض شروط الاحتلال من خلال الضغط السياسي والعسكري على المقاومة الفلسطينية، موضحًا أن التصعيد العسكري الأمريكي يمثل رهانًا على فرض "حل أمني" بدلًا من تسوية عادلة و التضييق على المفاوضات القطرية والمصرية في اللحظات الحاسمة، هدفه كسر إرادة المقاومة و الترويج لحق "إسرائيل" في الدفاع عن النفس، يُستخدم كمبرر قانوني زائف لاستمرار القتل والتجويع والحصار و التهدئة من منظور واشنطن تعني استسلامًا ناعمًا لا يُراعي الحد الأدنى من العدالة.

وأكد أن الإدارة الأمريكية تُدير مفاوضات ظاهرها إنساني، لكن جوهرها ابتزاز سياسي لفرض استسلام تحت ضغط المجاعة والمذابح.

المواقف الأوروبية.. صدمة أخلاقية وعجز متواطئ

عن الموقف الأوروبي، عبّر الدكتور الدليمي عن صدمة أخلاقية حقيقية، مشيرًا إلى أن بيانات الاتحاد الأوروبي باتت أضعف من أن تُسمع، وأقل من أن تُردع و معظم العواصم الأوروبية تكرر شعارات جوفاء عن "القلق" و"القانون الدولي"، لكنها تغطي الإبادة الجماعية بصمتها و بعض الحكومات الأوروبية منعت التظاهرات المؤيدة لفلسطين، وقمعت الأصوات المتضامنة مع غزة تحت ذريعة "مكافحة معاداة السامية".

واعتبر أن الصمت الأوروبي هو مشاركة ضمنية في الجرائم الجارية، وموقفه يُفقد أي حديث عن القيم الإنسانية مصداقيته تمامًا.

هل يزداد الصراع تعقيدًا؟ الدليمي يجيب: نعم، وبشكل مدروس

أوضح الدليمي أن تعقيد المشهد في غزة ليس وليد اللحظة، بل نتيجة تواطؤ دولي هادف لإجهاض نضال الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن التصعيد الإسرائيلي في رفح والجنوب يتم بدعم أمريكي مباشر و تجميد إدخال المساعدات واستخدام الغذاء كسلاح حرب هو نهج متعمّد لإضعاف المقاومة و التهديدات الأمريكية للمقاومة إذا رفضت "العروض" الحالية، تعني ببساطة: الاستسلام أو الإبادة.

وأشار إلى أن واشنطن وتل أبيب تُطيلان أمد الحرب كخطة استراتيجية لتصفية القضية الفلسطينية سياسيًا، وإنهاك الشعب الفلسطيني إنسانيًا.

كيف يمكن ردع الاحتلال؟ رؤية الدكتور الدليمي

قال الدكتور عبدالرزاق الدليمي إن انتظار العدالة الدولية لم يعد كافيًا ولا مجديًا، مشددًا على أن المطلوب هو كسر الصمت الرسمي والشعبي عربيًا، والامتناع عن التماهي مع السياسات الأمريكية و تصعيد المسار القانوني والإعلامي، وتوثيق الجرائم بشكل منهجي دولي و تعزيز المقاومة الشعبية والميدانية باعتبارها الرد الحقيقي الذي يفهمه الاحتلال و توسيع المقاطعة الاقتصادية والدبلوماسية، وفضح المتواطئين إقليميًا ودوليًا.

وأكد أن استمرار الإبادة الجماعية في غزة وغياب الردع الدولي يجب أن يُقابَل بإرادة شعبية حاسمة وصمود استراتيجي يتجاوز الحسابات السياسية الضيقة.

واشنطن تهدد.. والمقاومة ترد بالصمود

أوضح الدكتور الدليمي في ختام حديثه أن تهديدات واشنطن المتكررة للمقاومة لن تصنع سلامًا، بل تغذي الصراع وتُنتج أجيالًا جديدة من الرافضين للخضوع.
وأضاف: "الردع لا يتحقق بالصمت، بل بالصمود، والمعادلات لا تتغير ببيانات الشجب، بل بالمواجهة الميدانية والشعبية والدولية المنظّمة."

التعليقات (0)